شهدت وظائف طاقة الرياح في العالم نموًا متسارعًا خلال السنوات الماضية، مع زيادة تركيباتها عبر المناطق، لا سيما في الصين وبعض الأسواق الرئيسة مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، أظهر تقرير تحليلي حديث –حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن- نجاح قطاع طاقة الرياح العالمية في توظيف 1.5 مليون شخص خلال عام 2023، مقارنة بنحو 1.4 مليون وظيفة في عام 2022.
وحافظت وظائف طاقة الرياح على معدل نمو مستمر خلال السنوات الـ12 الماضية، لترتفع من 0.75 مليون وظيفة في عام 2012 إلى أكثر من مليون وظيفة في 2015.
كما صعدت الوظائف إلى 1.16 مليون وظيفة في عام 2018، قبل أن ترتفع إلى 1.37 مليون وظيفة في 2021، ثم إلى 1.5 مليون وظيفة في 2023، بحسب التقرير.
وظائف طاقة الرياح بالمناطق
ما زالت وظائف طاقة الرياح متركزة في عدد قليل من الأسواق المركزية بقيادة آسيا وأوروبا والأميركتين، وهي سمة مشتركة مع وظائف الطاقة الشمسية –أيضًا-.
وتصدّرت آسيا المناطق الأكثر خلقًا لوظائف طاقة الرياح خلال عام 2023، مع وصول حصّتها إلى 59%، تليها أوروبا بنسبة 22%.
بينما بلغت حصة الوظائف في الأميركتين قرابة 17.6%، تليهما أفريقيا وأوقيانوسيا بنسبة 1.4%، بحسب التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة آيرينا.
ويشير جانب آخر من البيانات إلى استحواذ قائمة من 10 دول فقط على 85% من إجمالي وظائف طاقة الرياح في العالم، بما يعادل 1.2 مليون وظيفة في عام 2023.
وظائف طاقة الرياح بالدول
قادت الصين وظائف طاقة الرياح في العالم باستحواذها على 51% من إجمالي الوظائف، تليها الولايات المتحدة وألمانيا.
وجاءت البرازيل والهند وإسبانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا والدنمارك في المراكز التالية حتى المركز العاشر على التوالي.
وفيما يلي بعض بيانات وظائف طاقة الرياح في العالم:
- الصين: 745 ألف وظيفة.
- الولايات المتحدة: 131 ألف وظيفة.
- البرازيل: 80 ألف وظيفة.
- الهند: 52 ألف وظيفة.
- الاتحاد الأوروبي: 282 ألف وظيفة.
تركيبات طاقة الرياح في 2023
ارتفعت تركيبات طاقة الرياح العالمية في 2023 إلى 115 غيغاواط، متجاوزة الرقم القياسي المسجل في عام 2020.
وكما هو الحال في الطاقة الشمسية، كانت الصين صاحبة أكبر قدرة في مجال طاقة الرياح، سواء على مستوى التركيبات الجديدة والتراكمية.
وأضافت الصين وحدها 75.9 غيغاواط من طاقة الرياح الجديدة ،ما يمثّل 65.5 % من إجمالي التركيبات العالمية خلال العام الماضي.
بينما بلغت تركيبات بقية الدول العشر الأولى مجتمعة قرابة 24 غيغاواط فقط، بحسب بيانات وكالة آيرينا.
وتتجاوز تركيبات طاقة الرياح الجديد في الصين، خلال عام 2023 وحده، القدرة التراكمية للقطاع في ألمانيا، ثالث أكبر دولة في نشر طاقة الرياح على مستوى العالم.
تصنيع طاقة الرياح في العالم
لا تقود الصين تركيبات طاقة الرياح في العالم فحسب، بل تقود قدرات تصنيع التوربينات ومكوناتها –أيضَا-، رغم أن الشركات الصينية ما يزال حضورها في الأسواق العالمية محدودًا، مقارنة بالشركات الأوروبية الراسخة في الصناعة تاريخيًا.
ورغم ذلك، فإن الحجم الهائل للسوق الصينية يعني أن الشركات المصنّعة الصينية تمتلك أكبر حصة من إنتاج مكونات طاقة الرياح العالمية.
على سبيل المثال، تبلغ حصة الشركات الصينية في تصنيع شفرات التوربينات قرابة 60%، تليها الشركات الأوروبية بحصّّة 14%، ثم الشركات الهندية بحصّة 11%.
وبينما تستحوذ شركات التصنيع الأميركية على 7% فقط، تستحوذ الشركات من دول أخرى على 8% من إجمالي قدرات تصنيع شفرات الرياح عالميًا.
على الجانب الآخر، تستحوذ الصين على حصة تصل إلى 65% من إنتاج مولدات طاقة الرياح، متقدمة على حصة الشركات الأوروبية البالغة 22%.
ويمتد الأمر نفسه إلى صناعة علب التروس الخاصة بالتوربينات، حيث تستحوذ الصين على 75% من إنتاجها، تليها أوروبا والهند بحصّة 12% لكل منهما، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
وانعكس هذا التقدم على ترتيب شركات صناعة التوربينات الصينية وارتفاع حصتها في السوق العالمية من 17% عام 2012 إلى 50% عام 2022.
وانخفضت حصة الشركات الأوروبية المصنّعة من سوق التوربينات العالمية من 49% عام 2017 إلى 30% في عام 2022.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
){kind=link}