أرجأت باكستان استلام شحنات الغاز المسال القطري لمدة عام، في خطوة تكشف التطورات التي يشهدها قطاع الطاقة في إسلام أباد.
وقال وزير النفط الباكستاني مصدق مالك، وفق تصريحات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن بلاده ستحصل على شحنات الغاز المسال من قطر في 2026 بدلًا من 2025.
وانخفض استهلاك الكهرباء في باكستان -التي تحصل على أكثر من ثلث احتياجاتها من الكهرباء من الغاز الطبيعي- بنسبة تتراوح بين 8 و10% على أساس سنوي خلال الـ9 أشهر الأولى من العام الجاري، بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية، وتراجع الاستهلاك المنزلي.
وقال مصدق مالك، إن بلاده -الواقعة في جنوب آسيا- أرجأت مؤخرًا 5 شحنات من الغاز المسال القطري، وتتفاوض أيضًا لتأجيل 5 شحنات مع أسواق أخرى، دون كشف أسماء الدول.
أسعار الكهرباء في باكستان
أعلنت الحكومة، في نوفمبر/تشرين الثاني، خفض أسعار الكهرباء في باكستان خلال فصل الشتاء في محاولة لتعزيز الاستهلاك وخفض استعمال الغاز الطبيعي للتدفئة.
واضطر العديد من مرافق الطاقة في باكستان إلى تقليص عملياته أو حتى إيقافها تمامًا في أشهر الشتاء، بسبب انخفاض الطلب بنسبة تصل إلى 60% عن مستويات الذروة في الصيف.
وقال مالك، إنه من غير المرجّح أن تشتري باكستان شحنات الغاز المسال في السوق الفورية حتى بداية الشتاء على الأقل بسبب تخمة المعروض وارتفاع الأسعار.
كانت باكستان قد طرحت مؤخرًا فكرة بيع الغاز المسال الذي تستورده من قطر بموجب عقد طويل الأجل أبرمته في عام 2016، ومن المقرر مراجعة أسعاره في شهر فبراير/شباط من عام 2026.
ويحظر العقد المشترك بين البلدين إعادة بيع الغاز المسال القطري دون موافقة مسبقة من الدوحة، ويُلزم العقد شركة النفط الحكومية الباكستانية (PSO) بقبول شحنات الغاز المسال، حتى مع عدم وجود طلب على الغاز المستورد.
وتستورد باكستان -حاليًا- 10 شحنات غاز مسال شهريًا بموجب اتفاقيات دولية، إذ تستورد شركة النفط الحكومية في باكستان بي إس أو (PSO) 9 شحنات من الغاز المسال القطري، وواحدة من عملاقة الطاقة الإيطالية إيني.
ومع ذلك طالبت شركة سوي نورثرن غاز بايبلاين ليمتد (Sui Northern Gas Pipeline Limited) الباكستانية، المعروفة اختصارًا بـ"إس إن جي بي إل" (SNGPL)، مواطنتها "بي إس أو" خفض واردات الغاز المسال عبر إرجاء 3 شحنات شهريًا، وهو ما يعني أن شركة "بي إس أو" ستستورد 6 شحنات غاز مسال شهريًا بدلًا من 9؛ ما يعكس هبوط الطلب على الغاز محليًا.
النفط الروسي
نفى مالك أيضًا تقارير وسائل الإعلام المحلية التي تفيد بأن باكستان كانت تبرم صفقة لاستيراد شحنة واحدة من النفط الروسي كل شهر، بدءًا من يناير/كانون الثاني.
وقال، إن حكومته استأنفت المحادثات مع روسيا، وإن الحكومة تتطلع إلى حل العقبات مثل "التأمين وإعادة التأمين وهيكل الصفقات وخطوط الشحن وحجم حمولة السفن"، مشددًا على أنه لم يُبرَم اتفاق مع موسكو.
وأضاف مالك أن حكومة تصريف الأعمال، التي شُكِّلَت للإشراف على الانتخابات الوطنية في وقت سابق من هذا العام، قررت عدم إجراء أيّ اتفاق بين الحكومة مع روسيا، وترك المجال للقطاع الخاص.
ووقّعت باكستان اتفاقًا مع روسيا في عام 2023 لاستيراد النفط الخام ثم تكريره محليًا، وتضمنت الاتفاقية شحنة 100 ألف طن متري (730 ألف برميل) إلى شركة مصفاة باكستان المحدودة المملوكة للدولة، وبموجب الترتيب، دفعت إسلام أباد ثمن النفط الخام بسعر مخفض باستعمال اليوان الصيني.
في أكتوبر/تشرين الأول 2023، استقبلت شركة مصفاة نفط سنرغيكو (Cnergyico) أول شحنة من القطاع الخاص من النفط الروسي إلى البلاد.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..