في قلب أعرق شوارع الإسكندرية، يقف قصر سرسق باشا شامخًا بجماله المعماري الفريد، كأنه صفحة مفتوحة من تاريخ المدينة التي كانت يومًا منارة للثقافة وملتقى للحضارات، بُني القصر عام 1886 ليكون مقرًا للثري الشامي ذو الأصول التركية ديمتري سرسق، ويحمل في طياته حكاية عائلة تركت بصمة كبيرة في مجالات التجارة والأعمال المصرفية، ليس في الإسكندرية وحدها، بل امتدت إلى بيروت والقاهرة ومدن عربية أخرى.
تاريخ قصر سرسق باشا وتأسيسه بالإسكندرية
«القصر ده ليس مجرد مبنى بل حكايات وتاريخ أمة»، هكذا بدأ محمد السيد، مسؤول الوعي الأثري بإدارة آثار الإسكندرية حديثه لـ«الوطن»، مضيفا، أن القصر تأسس عام 1886 على يد المهندس الإيطالي هنري جوته بك، لصالح الثري الشامي ذو الأصول التركية، ديمتري سرسق، والطراز المعماري الإيطالي واضح جدًا في تصميمه، كما صمم المهندس تحفا معمارية أخرى مثل فندق ماجيستيك ومبنى بنك روما في المنشية ومبنى البنك الأهلي في شارع شريف.
«في كل ركن من أركان القصر، تجد قصة ترويها التفاصيل» يواصل السيد حديثه قائلًا: «سرسق لم كان مجرد تاجر أو رجل أعمال، لقد كان رمزا لعائلة ارتبط اسمها بمشروعات ضخمة، مثل تمويل قناة السويس وإنشاء مرفأ بيروت، وكانت علاقاتها قوية مع السلطان العثماني عبد العزيز، وحتى مع ملك مصر محمد سعيد باشا والخديوي إسماعيل».
القصر يتكون من 3 طوابق
أوضح مسؤول الوعي الأثري، أن صاحب القصر كان يلقب بـ«الوجيه الأمثل» وهو لقب خاص بأبناء الأميرات المتزوجين من خارج الأسرة العلوية، فهو ليس لقبا شرفيا، لكنه يعبر عن المكانة اللي كانت تحظى بها العائلة سواء في مصر أو خارجها.
وعن تفاصيل القصر، فهو يتكون من ثلاثة طوابق، وجرى إعادة ترميمه بواسطة شركة المقاولون العرب، التي أعادت ترميم الطابية والبرج بأعلى القصر، كما أنه مسجل في قائمة المباني التراثية برقم 596.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.