مع تعزيز العلاقات الدولية في العصر الراهن، ينظر إلى المستشارين الذين يتم تعيينهم في المناصب الحساسة كعناصر فاعلة تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل السياسة الخارجية،في هذا الإطار، قام المنتخب الأمريكي بتعيين رجل الأعمال اللبناني الأمريكي “مسعد بولس” كمستشار للشئون العربية والشرق الأوسطية،يظهر هذا القرار ضمن سلسلة من التعيينات التي تشمل أفراد عائلة الرئيس وأصدقائه المقربين، مما يعكس محاولات لتعزيز التواصل مع المجتمعات العربية الأمريكية والتوجه نحو أفق جديد في السياسة الخارجية الأمريكية.
تم الإعلان عن تعيين “مسعد بولس” من خلال منصة “تروث سوشال” حيث وصفه الرئيس بأنه محامي بارز ورجل أعمال ناجح على الساحتين المحلية والدولية،جاء هذا التعيين في وقت كانت فيه الإدارة تحاول حشد الدعم من الناخبين العرب الأمريكيين الذين أعرب الكثير منهم عن استيائه من سياسات الإدارة السابقة حيال غزة،هذا الاختيار لا يمثل فقط خطوة نحو تعزيز القيم المحافظة، بل يعكس أيضًا أهمية التواصل الفعال مع الجالية العربية.
دور “بولس” في السياسة الأمريكية
في مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز”، أكد “مسعد بولس” على أهمية إنهاء النزاعات بشكل فعال، حيث أشار لدور أمريكا في التأثير على قدرات حركة حماس وإعادة إعمار المناطق المتضررة في غزة ولبنان،بالتالي، فإن مهمته تتعلق بتحقيق سلام دائم يعزز الأمن في المنطقة، وهو ما يحتاج إلى استراتيجيات تتسم بالدقة والتفكير العميق.
التحديات التي تواجه “بولس”
يواجه “مسعد بولس” مجموعة من التحديات السياسية المعقدة، تتعلق بالنزاع القائم بين إسرائيل وحماس، وأيضًا الهدنة الهشة القائمة بين إسرائيل وحزب الله، بالإضافة إلى الأزمات السياسية في الداخل السوري،على الرغم من ذلك، يتمتع “بولس” بخبرة واسعة كرجل أعمال، حيث لعب دورًا بارزًا في التفاعل مع المجتمع اللبناني في الولايات المتحدة، مما يهيئ له قدرات ملموسة في سياسته الجديدة.
جدل تعيينات “ترامب”
تزامن تعيين “مسعد بولس” مع اختيار يحمل دلالات عائلية وهو تعيين “تشارلز كوشنر”، والد صهر الرئيس جاريد كوشنر، كوسيلة لتعزيز الروابط العائلية في مؤسسات الدولة،وقد أثارت هذه التحركات الجدل نظرًا لاعتمادها في المقام الأول على الأقارب والمقربين، مما يعكس نمطًا من التعيينات التي قد يؤثر على مصداقية المؤسسات الحكومية.
في الختام، يمكن القول أن تعيين “مسعد بولس” يعكس تأكيد الإدارة الأمريكية الجديدة على أهمية تعزيز العلاقات مع الجالية العربية، في وقت يتسم بتحديات معقدة في منطقة الشرق الأوسط،إن هذه التعيينات تجسد الأبعاد المختلفة التي تستند عليها السياسة الخارجية، وما تحمله من آمال وإحباطات للمجتمعات المشمولة في دوائر القرار،سيتعين على “بولس” العمل بحذر لاستعادة الثقة وبناء جسور جديدة للتواصل بين الأطراف المختلفة.