أكد المبعوث الدولي إلى سوريا، غير بيدرسون، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن مساء الثلاثاء، أن الأزمة السورية لا يمكن حلها بالوسائل العسكرية، مشددًا على ضرورة إطلاق مسار سياسي شامل لإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من عقد.
وجاءت تصريحاته في أعقاب التصعيد الأخير في شمال غربي سوريا، حيث شنت تنظيمات مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجمات مفاجئة أسفرت عن السيطرة على مدينة حلب وأجزاء من ريفها.
التنظيمات المسلحة تتجاوز مناطق خفض التصعيد
اتهم بيدرسون التنظيمات المسلحة بشن هجمات برية مكثفة متجاوزة حدود منطقة خفض التصعيد المتفق عليها، مما زاد من التوتر في المنطقة. وأشار إلى أن هذه الهجمات أدت إلى تقدم التنظيمات المسلحة باتجاه حماة والمدن الكبرى، مما تسبب في اضطرابات أمنية وإنسانية كبيرة.
وأوضح أن هذه الهجمات لم تقتصر على المواقع العسكرية، بل استهدفت أيضًا المنشآت العامة، بما في ذلك المستشفيات والبنية التحتية الحيوية، مما زاد من معاناة المدنيين.
الأزمة الإنسانية: نزوح كبير وتفاقم الأوضاع
حذر المبعوث الأممي من موجات نزوح كبيرة نتيجة الهجمات المسلحة والتصعيد العسكري، مشيرًا إلى أن السكان المدنيين في المناطق المتضررة يواجهون خطرًا متزايدًا بسبب تدمير المرافق العامة وتعطل الخدمات الأساسية.
هذه التطورات جاءت في ظل تقارير عن تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية في الشمال السوري، مع استمرار نقص الإمدادات الطبية والغذائية.
الدعوة إلى الحل السياسي: السبيل الوحيد للخروج من الأزمة
اختتم بيدرسون كلمته بالدعوة إلى ضرورة إطلاق مسار سياسي شامل لإنهاء النزاع السوري، مشيرًا إلى أن الحل العسكري لن يؤدي سوى إلى المزيد من الدمار والمعاناة. وأكد أن المجتمع الدولي بحاجة إلى بذل جهود مكثفة لإعادة جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات.
تأتي دعوة بيدرسون في وقت يشهد فيه الملف السوري تعقيدات إضافية نتيجة التدخلات الإقليمية والدولية، مما يجعل التوصل إلى تسوية سلمية تحديًا كبيرًا.