أعلنت كوريا الجنوبية اتخاذ تدابير استثنائية في العاصمة سيول، حيث أُغلق مبنى البرلمان، وشوهدت طائرات هليكوبتر تهبط على سطحه. هذا الإجراء جاء في أعقاب إعلان الرئيس يون سوك يول قرارًا بفرض حالة الطوارئ في البلاد، وفقًا لما نقلته وكالة "يونهاب" الرسمية.
عرضت القنوات المحلية مشاهد مباشرة توثق الحدث، الذي وصفه المراقبون بأنه خطوة غير مسبوقة في تاريخ البلاد. يأتي ذلك في ظل تصعيد واضح من الرئيس الذي صرح خلال خطاب متلفز بأنه ملتزم باتخاذ إجراءات حازمة للحفاظ على النظام السياسي القائم.
تصريحات الرئيس تضمنت الإشارة إلى اتخاذ خطوات ضد من وصفهم بالقوى الداعمة لأطراف خارجية. ومع ذلك، لم يتم الكشف عن تفاصيل إضافية حول تأثير هذه القرارات على الوضع السياسي والأمني.
في المقابل، شهدت العاصمة مظاهرات شعبية أمام مقر البرلمان، حيث أعرب المتظاهرون عن اعتراضهم على هذه القرارات التي أثارت جدلًا واسعًا.
وتواجه الحكومة الكورية الجنوبية بقيادة الرئيس يون سوك يول تحديات كبيرة، في ظل انخفاض مستوى الدعم الشعبي وصعوبة تمرير السياسات المقترحة داخل البرلمان، كما تُواجه إدارة يون عقبات متزايدة بسبب سيطرة المعارضة على الهيئة التشريعية منذ بداية فترته الرئاسية في عام 2022.
الخلافات السياسية بين الحزب الحاكم والأحزاب المعارضة وصلت إلى مرحلة تعرقل التقدم في ملف قانون الميزانية للعام المقبل، مما يعكس حالة الجمود في التعاون بين الجانبين.
هذه التوترات ازدادت حدتها نتيجة رفض الرئيس الدعوات لإجراء تحقيقات مستقلة بشأن قضايا طالت زوجته وعددًا من المسؤولين في إدارته، وهو ما أدى إلى انتقادات حادة من الأطراف المعارضة.
تسلط هذه الأزمات الضوء على وضع سياسي مضطرب يثير الشكوك حول قدرة الرئيس على الحفاظ على استقرار حكومته وتنفيذ وعوده، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل قيادته في المرحلة المقبلة.