شاهد الجميع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وهو يتحدث عن الوضع الاقتصادي موجها رسالة طمأنة للمصريين فيما يتعلق بتحرير سعر الصرف، مؤكدا أن الدولة لن تكرر الأخطاء السابقة فيما يتعلق بالتدخل لتحديد سعر الصرف، ثم تضطر في النهاية للجوء للتعويم بنسبة كبيرة كما حدث في مارس الماضي.
تصريح مدبولي
انتهي تصريح مدبولي لكن لم ينتبه الكثيرين لما يقصده رئيس الحكومة بأخطاء الماضي وهنا لم يشأ مدبولي إلى التطرق لتلك المرحلة والتي كانت تدار بها السياسة النقدية والمالية بدون
خطط واضحة وسياسات مرنة ورؤية قادرة على العبور من مصيدة تثبيت سعر الجنيه لكن اتكأت على سياسة ارتجالية وتصريحات جوفاء ووعود براقة بعيدة كل البعد عن الواقع المالي والاقتصادي هولاء هم من سمحوا بالوصول بنا إلى القرار الاضطراري في مارس الماضي بتحرير سعر الصرف لتصحيح تشوه تغاضي عنه مسؤولون عن السياسة النقدية في عصر ماقبل حسن عبد الله محافظ المركزي المصري.
أخطاء الماضي
أخطاء الماضي التي قصدها مدبولي كانت إرثا ثقيلا ورثة رغما عنه حسن عبد الله ليقود سياسة تصحيحية من القاع بدأت بإصلاح أخطاء ذلك الماضي وقبض الأمور بيده وحزم سياسته النقدية لتتناسب مع الإمكانيات المتاحة دون أن يدفن رأسه في الرمال ويحمل من سبقوه تلك الأزمات .
استلم حسن عبد الله زمام الأمور في مرحلة من أخطر ما يكون وواقع صعب ويائس وفي أتون أزمات صاخبة وخطيرة وتبعات مزمنة للسياسات القديمة لكنه نجح في مواجهة كل التحديات وتحويل المحنة إلى منحة والاستفادة من الأخطاء وتصحيحها فكان قرار التعويم الجريء لينهي زمن العشوائية المالية ويوقف نزيف الدولار ويعيد المركزي هيبته وقوته ويفتح الباب للقرارات الجريئة وفق أساليب مالية عالمية تعتمد على المؤشرات الحقيقية ودون إخفاء معلومة أو التحايل على الارقام أو تأجيل الحلول الصعبة وكانت النتيجة أن عادت مصر أقوى ماليا مماكانت وقفز الاحتياطي النقدي لأرقام غير مسبوقة ويعود الدولار للبنوك واسترجع تحويلات المصريين وقفزت مدخرات العملات الأجنبية وفتحت أبواب الخير والاستثمار على مصراعيها في كل المجالات حتى من يصدق ألا يصدق أن ماحدث بين المحنة والمحنة كانت شهورا معدودة.
انجازات البنك المركزي
الأهم في كل ما فعله وحققه المركزي أن محافظه لم يملأ شاشات الفضائيات ضجيجا مقدما نفسه أنه فيلسوف المال وأنه أنقذ مصر من الإفلاس المالي وأنه فعل المستحيل لكن كعادة الكبار يعملون في صمت ويبتعد عن الأضواء وكانت لقاءاته نادرة جدا حتي أنها تعد على صوابع اليد الواحدة وكان يحق له أن يظهر في مناسبات عدة ويشرح ماحققه من إنجاز لكن من تربي على المسؤولية لاتغريه عدسات المصورين أو إلقاء النكات في مؤتمراته الصحفية الرسمية فكما قال مدبولي لن نكرر أخطاء الماضي وزمن العشوائية انتهي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.