تعتبر قضية عقر الكلاب الضالة من الموضوعات التي تحظى باهتمام كبير في المجتمعات، نظرًا لما قد تسببه من مخاطر صحية واجتماعية على المجتمع، وازدادت الآراء حول هذه القضية بعد انتشار جرائم عديدة عقر الكلاب الضالة مثل قضية الإسكندرية.
عقر الكلاب الضالة في الإسكندرية
كشفت أجهزة وزارة الداخلية ملابسات ما تم تداوله عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بشأن تعليق مدعوماً بمقطع فيديو يتضمن قيام شخصين بالتعدي على الكلاب الضالة باستخدام أسلحة بيضاء بالإسكندرية.
بالفحص تم تحديد وضبط مرتكبا الواقعة (عاملان - مقيمان بدائرة قسم شرطة الدخيلة بالإسكندرية)، وأقرا بارتكاب الواقعة خشية قيام الكلب بعقرهما وأضافا بتخلصهما من الأداة المستخدمة في الواقعة بإلقائها بالطريق العام. تم اتخاذ الإجراءات القانونية.
رأي الإفتاء في عقر الكلاب الضارة
كانت قد أوضحت دار الإفتاء المصرية رأيها عن استخدام وسائل قتل الحيوانات الضالة في الشوارع، وقالت: لا يجوز قتل الحيوانات الضالة إلا ما تحقق ضرره منها؛ كأن تهدد أمن المجتمع وسلامة المواطنين، بشرط أن يكون القتل هو الوسيلة الوحيدة لكف أذاها وضررها، مع مراعاة الإحسان في قتلها؛ فلا تقتل بطريقة فيها تعذيب لها، ومع الأخذ في الاعتبار أن الأَولى هو اللجوء إلى جمعها في أماكن مخصصة استنقاذًا لها مِن عذاب الجوع حتى تستريح بالموت أو الاقتناء.
ولا يخفى هنا أن قتل الحيوانات الضارة بالسم إذا كان عرضة لأذى البشر فإنه لا يجوز شرعا، لأن الحفاظ على أرواحهم مقصد أساسي من المقاصد العليا الكلية في الشريعة الإسلامية، وكذلك الحال إذا أدى وضع السم إلى قتل الحيوانات غير الضارة؛ لأن قتلها غير جائز، كما ينبغي ألَّا يصير القتل سلوكًا عامًّا يتسلط فيه الإنسان على هذه الحيوانات بالإبادة والإهلاك، بل على الجهات المختصة إيجادُ البدائل التي تحمي الناس من شرورها وتساعد في نفس الوقت على الحفاظ على التوازن البيئي في الطبيعة التي خلقها الله تعالى على أحسن نظام وأبدعه وأحكمه.
عقر الكلاب الضالة
أما عن نجاستها فجمهور الفقهاء قالوا على نجاستها أو نجاسة لعابها أو مرطباتها خلافًا للمالكية، وعندما نجد من يدعي أن الكلب ليس نجسًا فقال الباحث الشرعي، بأن هذا القول عند المالكية.
وفند الباحث الشرعي، رأي من يدعي أنه ليس هناك دليل من القرآن على ذلك، قائلًا: نقول له وهل في القرآن دليل على نجاسة البول أو نجاسة الغائط من الإنسان والحيوان غير مأكول اللحم، أليس القرآن هو الذي قال {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر: 7]، وقال تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } [الأحزاب: 36]، فكيف وقد ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليرقه ثم ليغسله سبع مرات. [أخرجه مسلم]، وفي رواية أخرى (طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات ـ أو لاهن بالتراب) فما الذي تعنيه كلمة (طهور إناء أحدكم) ألا يدل ذلك دلالة واضحة على تنجسه، وإلا لماذا أمر النبي ﷺ بإراقة ما في الإناء.
رأي القانون في عقر الكلاب الضارة
أوضح متخصصون في القانون أن العقر الذي يتسبب فيه أحد الكلاب أو الحيوانات الشرسة للغير يوقع علي صاحب الكلب جنحة إهمال في الحيوان وعدم الحفاظ عليه، تماما مثل الأم التي تترك ابنها في الشارع وتصدمه سيارة، ومثل هذه الأنواع من كلاب الحراسة وغيرها لابد من استخراج رخصة لها من وزارة الداخلية لأنها مثل السلاح، فهي وسيلة للدفاع عن النفس مثلها في ذلك مثل كل حيوان شرس.
رأي دار الإفتاء المصرية بشأن عقر الكلاب الضالة يعتمد على عدة عوامل، منها حماية الإنسان والبيئة، عادة ما ينظر إلى عقر الكلاب الضالة على أنه مسألة تتعلق بالصحة العامة، خاصة إذا كانت هذه الكلاب تشكل خطرًا على المواطنين، والفتوى تشير غالبًا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات تضمن حماية الأفراد والمجتمع، مع التأكيد على عدم إلحاق الأذى بالحيوانات بطرق غير إنسانية.
تابع أحدث الأخبار عبر