سجّل حقل نفط عربي عملاق تطورًا جديدًا من شأنه أن يعزز دوره محليًا ودوليًا؛ كونه ثاني أكبر حقول النفط البحرية في العالم، ورابع أكبر حقول النفط في العالم أيضًا.
وفي آخر تحديثات حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أرست شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" عقدًا هندسيًا جديدًا لتطوير أكبر حقل نفط بحري في الإمارات، وهو زاكوم العلوي، لزيادة طاقته الإنتاجية على المدى الطويل.
وفازت شركة المقاولات الفرنسية "تكنيب إنرجي" (Technip Energies) بالعقد، ضمن برنامج "بي 5" (P5) الذي يستهدف زيادة إنتاج أبوظبي من من النفط الخام إلى 5 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027.
والإمارات هي ثالث أكبر منتجي النفط عربيًا، وبلغ إنتاجها في العام الماضي (2023) 2.95 مليون برميل يوميًا، انخفاضًا من 3.06 مليون برميل يوميًا في العام السابق (2022).
شركة أدنوك
وضعت شركة أدنوك هدف زيادة قدرات إنتاج عدد من حقولها النفطية البحرية الأكبر من 4.85 مليون برميل يوميًا إلى 5 ملايين برميل يوميًا بحلول 2027.
ومن المتوقع أن ترفع المرحلة المقبلة من خطة توسعة أكبر حقل نفط بحري في الإمارات زاكوم العلوي إنتاجه من هدف الوصول إلى 1.2 مليون برميل يوميًا (في غضون عامين أو ثلاثة) إلى 1.5 ملايين برميل يوميًا على المدى الطويل.
واكتُشف الحقل في عام 1962، واتُخذ قرار الاستثمار النهائي بشأنه في 1977؛ ليبدأ الإنتاج عام 1982.
ويدير الحقل شركة "زاكوم ديفلوبمنت كومباني" (زادكو- ZADCO)، وهي مشروع مشترك يتألف من أدنوك بنسبة 60% من الأسهم، وإكسون موبيل الأميركية بنسبة 28%، وإنبكس اليابانية (INPEX) بنسبة %12.
احتياطيات حقل زاكوم العلوي
تشير التقديرات إلى احتواء الحقل العملاق -الذي يبعد مسافة 84 كيلومترًا شمال غرب أبوظبي- على احتياطيات نفطية تصل إلى 50 مليار برميل من الخام، بحسب منصة أوفشور تكنولوجي (offshore-technology).
ويضم الحقل نحو 450 بئرًا تمتد على مساحة تتراوح بين 7 و8 آلاف قدم تحت سطح البحر، متصلةً بأكثر من 90 منصة إنتاج، ويُنقل النفط المستخرج عبر شبكة خطوط أنابيب إلى 4 مرافق معالجة، ثم يُضخ إلى شبكة نقل أطول على مساحة 55 كيلومترًا إلى جزيرة زركوة للمزيد من المعالجة والتخزين والتصدير.
وانطلقت خطة باستثمارات بلغت 10 مليارات دولار لتُثمر رفع الطاقة الإنتاجية لحقل زاكوم العلوي من 500 ألف برميل يوميًا إلى 750 ألف برميل يوميًا لمدة 25 عامًا.
وفيما بعد -وتحديدًا في نوفمبر/تشرين الثاني (2024)-، اتفق الشركاء على زيادة الإنتاج إلى مليون برميل يوميًا بحلول عام 2024 الجاري، باستثمارات تزيد على 30 مليار دولار.
وفي يوليو/تموز 2021، أعلنت أدنوك استثمار 2.8 مليار درهم (762.3 مليون دولار) لزيادة قدرات الإنتاج في كل من حقلَي زاكوم العلوي وسطح الزربوط إلى 5 ملايين برميل يوميًا.
وتحديدًا، يتضمن مشروع توسعة "زاكوم العلوي" بناء 4 جزر اصطناعية هي الغلان وأم العنبر والتوك والسيفية، أو الجزيرة المركزية والغربية والشمالية والجنوبية على الترتيب.
حقل زاكوم العلوي
سجلت المرحلة الثانية من مشروع توسع حقل زاكوم العلوي -التي تستهدف زيادة الإنتاج إلى 1.2 مليون برميل يوميًا- تطورات متسارعة مؤخرًا وفي 16 أغسطس/آب (2024)، وبدأت شركات المقاولات تقديم عطاءات المشاركة.
كما رصدت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) في 3 يوليو/تموز (2024) منح أدنوك عقدًا بقيمة 2.7 مليار درهم (740 مليون دولار لشركة أدنوك للحفر بالتعاون مع شركة هونغ هوا "Honghua" لتوفير وتشغيل 3 حفارات في الجزر الاصطناعية المقامة لحفر الآبار وإكمالها بأكبر حقل نفط بحري في الإمارات.
وفي 13 نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، منحت أدنوك العقد الرئيس للهندسة والمشتريات والإنشاءات بقيمة 500 مليون دولار ضمن إطار المرحلة الثانية في حقل زاكوم العلوي إلى شركة تارجت للإنشاءات الهندسية التي تتخذ من أبوظبي مقرًا لها.
وسبق لأدنوك التعاون مع شركة تكنيب في تطوير وتوسعة حقولها النفطية، ومنها أم اللولو، حيث تابعت منصة الطاقة المتخصصة في نهاية يوليو/تموز (2024) استكمال الشركة الفرنسية للالتزامات المنصوص عليها في عقد بقيمة 1.69 مليار دولار لتولّي أعمال الهندسة والتوريد والبناء في المرحلة الثانية.
وقبل ذلك في منتصف يونيو/حزيران (2024)، فازت تكنيب ضمن تحالف شركات يضم أيضًا شركتي جيه جي سي (JGC) و"إن إم دي سي إنرجي" (NMDC Energy) بعقد الهندسة والمشتريات والبناء في مشروع الرويس للغاز المسال بقدرة إنتاج 9.6 مليون طن سنويًا عبر خطي إنتاج.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- معلومات مهمة عن مشروع الرويس للغاز المسال:
وفي ديسمبر/كانون الأول (2021)، منحت شركة بروج، وهي مشروع مشترك بين أدنوك و شركة "بورياليس" لبناء وتشغيل مجمع بولي أوليفين في مدينة الرويس الصناعية، عقد الهندسة والشراء والبناء لإقامة وحدة جديدة لتكسير الإيثان.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: