شهد أكبر حقول الغاز الجزائري خطوة جديدة، من شأنها تعزيز مكامن الغاز الطبيعي في الحقل العملاق للحفاظ على إنتاجه، وفق ما جاء في بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأعطى الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك رشيد حشيشي، اليوم الأحد 1 ديسمبر/كانون الأول (2024)، إشارة الانطلاق لإنجاز المنشآت المُدرَجة في مشروع تعزيز مكمن حاسي الرمل، وهي الخطوة الثانية ضمن المرحلة الثالثة من المشروع.
وحضر مراسم الخطوة الجديدة ضمن مشروع تطوير حقل الغاز الجزائري، كل من الرئيس التنفيذي لشركة "بيكر هيوز" الأميركية، و"تيكنيمونت إس بي آي"، وعدد من قيادات ورؤساء الشركات الفرعية لمجمع سوناطراك.
يشار إلى أن مشروع تطوير حقل حاسي الرمل كان قد أُسند إلى تحالف يضم شركات "بيكر هيوز ونوفو بينيون إنترناشيونال إس آر إل، وتيكنيمونت إس بي آي"، بموجب عقد موقع مع شركة سوناطراك الجزائرية في 23 مايو/أيار الماضي 2024.
ويحمل الحقل صفة "كنز الغاز" نظرًا لاحتوائه على احتياطيات تُقدَّر بـ 340 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
مشروع تطوير حقل الغاز الجزائري
جاء عقد مشروع تطوير حقل الغاز الجزائري حاسي الرمل، الموقَّع بين سوناطراك وتحالف الشركات، وفق صيغة الهندسة والإمداد والبناء، إذ يتضمن إقامة 3 طوابق ضغط على مستوى المحطات المركزية والشمالية والجنوبية، بإجمالي 20 شاحنًا توربينيًا.
كما يتضمن المشروع، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إعادة تكييف شبكة تجميع الغاز الحالية، وإنشاء 3 وحدات لإزالة الزئبق من المكثفات، والتوحيد بين خطوط المعالجة لوحدات الإنتاج لحقل حاسي الرمل وبين عمليات الربط بالمرافق.
وتُقدَّر المدد الزمنية اللازمة لإتمام تنفيذ هذا المشروع بنحو 33 و36 و39 شهرًا بالنسبة لمحطات التعزيز المركزية والشمالية والجنوبية على التوالي، في حين سيبدأ تشغيل طوابق التعزيز في أكتوبر/تشرين الأول 2026، ويناير/كانون الثاني 2027، وأبريل/نيسان 2027، على التوالي.
ومن المقرر أن يسمح مشروع تطوير حقل حاسي الرمل، بعد إكماله، بالحفاظ على مستوى إنتاج الغاز الطبيعي في الحقل، ويسهم في تلبية احتياجات السوق المحلية، بالإضافة إلى الوفاء بالالتزامات التجارية لشركة سوناطراك على الصعيد الدولي.
حقل حاسي الرمل
في مايو/أيار الماضي 2024، شهد حقل حاسي الرمل -وهو أكبر حقل غاز في البلاد- جهودًا مكثفة للحفاظ على معدلات إنتاجه، وعدم انخفاضها مستقبلًا.
وكانت شركة سوناطراك قد وقّعت عقدًا جديدًا من شأنه تعزيز مستويات إنتاج الغاز، ودعم الإمدادات على المستويين المحلي والدولي، إذ منحت العقد إلى شركة بيكر هيوز الأميركية.
يشار إلى أن "بيكر هيوز" تسعى إلى تحقيق التزاماتها بموجب العقد الموقّع مع الشركة الجزائرية، وذلك بالتعاون مع شركة تكنيمونت ماير الإيطالية، لتطوير حقل الغاز الجزائري العملاق.
وبموجب العقد، يتولّى الائتلاف المكون من الشركتين، الأميركية والإيطالية، عمليات تنفيذ منشآت تضمن استمرار تدفّق مستويات إنتاج الحقل، عند 188 مليون متر مكعب يوميًا.
يشار إلى أن حقل حاسي الرمل يعدّ واحدًا من أكبر الحقول في العالم، وفق بيانات النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
احتياطيات حقل حاسي الرمل
في عام 2022، كشفت شركة سوناطراك الحكومية في الجزائر إمكانات واحتياطيات حقل حاسي الرمل الجديدة، التي تراوحت حينها بين 100 و340 مليار متر مكعب من الغاز المكثف، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبدأت الشركة الجزائرية على الفور تنفيذ برنامج تطوير عاجل للحقل، لوضعه على خطوط الإنتاج، بأحجام استهدفت حينها أن تصل إلى نحو بنحو 10 ملايين متر مكعب يوميًا، بدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
ومثّل هذا الاكتشاف نقطة مضيئة بالنسبة لاحتياطيات الغاز الطبيعي في الجزائر، لا سيما أنها كانت واحدة من أكبر عمليات إعادة تقييم الاحتياطيات خلال الـ20 عامًا الأخيرة، بجانب إعلانها في وقت تراجعت فيه احتياطيات البلاد إلى 2.3 تريليون متر مكعب.
يشار إلى أن الجزائر كانت قد توصلت لحقل حاسي الرمل للمرة الأولى في عام 1956، بينما كانت احتياطيات الغاز في البلاد ثابتة عند 4.3 تريليون متر مكعب تقريبًا طوال المدة من عام 2005، حتى عام 2019.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..