تترقّب قارة أفريقيا تنفيذ مشروع غاز جديد خلال العام المقبل (2025) بتكلفة استثمارية قدرها 750 مليون دولار، وفق آخر تحديثات قطاع الغاز العربي والعالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها وشنطن).
ويأتي المشروع الجديد الذي يحمل اسم إيما (Ima) وتخطط لتنفيذه شركة الطاقة الفرنسية توتال إنرجي في نيجيريا، في إطار الجهود المبذولة من حكومة البلد الواقع غرب أفريقيا لتعزيز إنتاجيتها من المواد الهيدروكربونية، بما يضمن إمدادات طاقة موثوقة وترسيخ مكانتها كمركز طاقة إقليمي.
ولتحقيق هذا الغرض كشفت نيجيريا النقاب عن مجموعة من السياسات التحفيزية التي تجذب المطورين الدوليين، بما في ذلك الإعفاءات الضريبية في قطاع الهيدركربونات.
وتضع التقديرات حجم سوق النفط والغاز في نيجيريا بـ 4.73 مليون قدم مكعبة خلال العام الجاري (2024)، ويُتوقع أن يلامس 5.08 مليون قدم مكعبة بحلول عام 2029، أي بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 1.45٪ خلال المدة من عام 2024 إلى عام 2029.
مشروع غاز في نيجيريا
تعول توتال إنرجي على مشروع غاز إيما البالغة قيمتها الرأسمالية 750 مليون دولار في تعزيز محفظتها الاستثمارية في نيجيريا، ومن المخطط أن يدخل المشروع حيز التنفيذ خلال العام المقبل (2025)، وفق ما أوردته شبكة بلومبرغ.
وفي أوائل العام الجاري (2024) منحت توتال إنرجي الضوء الأخضر لضخ استثمارات بنحو 500 مليون دولار في مشروع مشترك مع شركة النفط الوطنية النيجيرية إن إن بي سي (NNPC) بهدف تطوير حقل أوبيتا (Ubeta) البري الذي من المقرر بدء الإنتاج منه في عام 2027.
ومن شأن مشروع غاز أوبيتا البالغة سعتها الإنتاجية 300 مليون قدم مكعبة يوميًا، أن يزود الكهرباء إلى محطة الغاز الطبيعي المسال النيجيرية.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الاستكشاف والإنتاج في أفريقيا لدى شركة توتال إنرجي مايك سانغستر: "لدينا مشروع غاز جاف آخر يُطلق عليه إيما، والذي نأمل في أن يحصل على الموافقة خلال العام المقبل نظير قرابة 750 مليون دولار"، وفق تصريحات أدلى بها خلال منتدى أعمال فرنسا-نيجيريا الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس.
ومن المتوقع أن يسهم مشروع غاز إيما الجديد والكائن في المياه الضحلة، والمطور مع شريك محلي، في تعزيز الإمدادات إلى محطة الغاز الطبيعي المسال، وفق معلومات طالعتها متصة الطاقة المتخصصة.
ومنذ أن تولى مهام منصبه رسميًا في مايو/آيار (2023)، يعمل رئيس توتال إنرجي بولا تينوبو جاهدًا على مواجهة التحديات التي تواجه قطاع النفط والغاز عبر توقيعه مرسومين تنفيذيين هذا العام لتعزيز معايير الكفاءة والفاعلية.
استثمارات بـ10 مليارات دولار
تأمل نيجيريا في جذب استثمارات جديدة بقيمة 10 مليارات دولار في استكشافات الغاز في المياه العميقة عبر طرح حزمة من التحفيزات مثل الإعفاءات الضريبية وغيرها من التدابير الأخرى المقترحة في إطار سياسة جديدة.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الاستكشاف والإنتاج في أفريقيا لدى توتال إنرجي مايك سانغستر: "لا يزال هناك الكثير الذي يتعين فعله بشأن التنظيم وتبسيط العمليات وتسريعها، لكننا نثمن بعض التغييرات التي أُدخِلت خلال العام الماضي".
وأضاف سانغستر: "لقد منحونا الآن الحافز أو الدافع للمضي قدمًا وإنعاش استثماراتنا في نيجيريا حتى نتمكن من إنهاء المسار النزولي الذي نمضي فيه والانطلاق نحو زيادة الإنتاج".
وأعرب سانغستر عن تفاؤله بشأن التغييرات التنظيمية الأخيرة، مشيرًا إلى أن هذه التحسينات شجعت توتال إنرجيز على تجديد خططها الاستثمارية في نيجيريا؛ ما ساعد في تغيير المسار النزولي في الإنتاج.
وطالب بمزيد من المرونة في تطبيق تلك اللوائح لجذب المقاولين العالميين المتخصصين في مشروعات المياه العميقة، مثل مشروع غاز توتال إنرجي المُعلَن عنه مؤخرًا؛ ما يؤدي في النهاية إلى تحفيز المنافسة وإطلاق العنان لفرص استثمارية جديدة.
إنتاج النفط والغاز في نيجيريا
تبرز نيجيريا منتِجًا رئيسًا للنفط والغاز في أفريقيا؛ إذ تستأثر بنحو 26.1% من النفط و 21.3% من إنتاج الغاز في القارة بدءًا من عام 2020.
وارتفع إنتاج نيجيريا من الغاز إلى 49.4 مليار متر مكعب في عام 2020، من 47.6 مليار متر مكعب في عام 2015، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتتطلح البلاد لأن تتحول إلى مركز صادرات في أفريقيا عبر التصدير إلى دول المنطقة ودول آسيوية أخرى، بما في ذلك الهند والصين.
ويلامس صافي صادرات نيجيريا من الغاز الطبيعي 33 مليار متر مكعب، ويُتوقع أن تقفز إلى إلى 44 مليار متر مكعب بحلول نهاية العقد الحالي (2030)؛ ما يشجع على توجيه الاستثمارات نحو تطوير البنية التحتية لهذا القطاع الحيوي.
وتشهد نيجيريا طلبًا متناميًا على الغاز، لا سيما من القطاعات التجارية والسكنية والصناعية؛ وهو ما ترغب الحكومة في استغلاله عبر بناء شبكة توزيع وطنية ضخمة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.توتال إنرجي تخطط لتنفيذ مشروع غاز ضخم في نيجيريا من بلومبرغ.