أخبار عاجلة
‪ تفكيك عصابة إجرامية رقمية في سلا -
أمن أكادير يوقف سارق خزنة حديدية -
إيران تفرج عن متوجة بـ"نوبل السلام" -
فيديو يستنفر الأمنيين في الدار البيضاء -
التحرش الجنسي يهدد مزارعات في اشتوكة آيت باها -
زيف أساطير الاستشراق -

مناظرة تضيء علاقة الثقافة والإعلام

مناظرة تضيء علاقة الثقافة والإعلام
مناظرة تضيء علاقة الثقافة والإعلام

نظمت مؤسسة “الإنماء” و”المغرب العربي”، بشراكة مع النقابة الوطنية للصحافة المغربية وجامعة السلطان مولاي سليمان، “المناظرة الرابعة للإعلام”، في مدينتي أبي الجعد وبني ملال. وحملت هذه الدورة اسم العلامة الفقيه محمد السموني.

تناولت المناظرة موضوع “الإعلام الثقافي وإشكالاته البنيوية والتكاملية”، باعتباره وسيلة لمد جسور التفاهم والتعاون الاقتصادي والحضاري، خاصة بين المغرب وامتداداته الثقافية العميقة مع شعوب القارة الإفريقية.

أبي الجعد: من زاوية إلى مدينة

وفق العديد من المصادر التاريخية، تأسست مدينة أبي الجعد سنة 1008 هـ على يد أبي عبيد الله الشرقي، الذي حولها من أرض خلاء تسكنها الوحوش إلى مركز حضاري. ومع ذلك، تتردد روايات شفهية متباينة حول أصول المدينة، بعضها يدعي أنها أقدم من مدينة فاس نفسها، استنادًا إلى مراسلات قديمة تحمل عبارة: “من مدينة أبي الجعد إلى قرية فاس”. لكن هذه الروايات تظل بحاجة إلى تحقيق أركيولوجي وأنثروبولوجي دقيق.

في جولة بين أزقة المدينة، قال أحد أحفاد العلامة محمد السموني الشرقاوي إن الفقيه السموني ولد سنة 1899 في أبي الجعد، لكنه نشأ بين أخواله، ومنهم اكتسب لقب “السموني”. وذكر أن السموني عاش في بيئة علمية أسسها جده أبو عبيد الله الشرقي، الذي اشتهر بالورع والعلم والتصوف.

تشير مراجع تاريخية إلى أن “الزاوية الشرقاوية” تأسست في القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) وظلت منارة للعلم والدين. ويُقال إن الفقيه السموني حفظ القرآن ودرس العلوم الإسلامية، ثم انتقل إلى فاس حيث حصل على شهادة “العالمية” من جامعة القرويين.

بعد عودته إلى أبي الجعد، أسس الفقيه مدرسة عربية من ماله الخاص، بدأت تنافس مدارس الفرنسيين، وزرع روح الوطنية بين الشباب الذين طالبوا فيما بعد بالاستقلال. وتخرج من “المدرسة الحسنية”، التي لا تزال قائمة حتى اليوم، العديد من الأطر المغربية.

المناظرة: من أبي الجعد إلى بني ملال

تميز اليوم الأول من المناظرة بالتركيز على الجوانب الدينية والتاريخية لمدينة أبي الجعد ودور الزاوية الشرقاوية في نشر العلم والدين. أما اليوم الثاني، فقد نُظم في جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، بحضور شخصيات بارزة، منها وزير التعليم العالي السابق الدكتور نجيب الزروالي الوارتي، وسفيرة السودان بالمغرب، وعدد من الأكاديميين والصحفيين.

شهدت المناظرة تكريم شخصيات مرموقة، من بينهم المهندس محمد السموني، والدكتور نجيب الزروالي، والدكتور إبراهيم أقديم، والإعلامي عبد الرحيم نجمي.

ألقى الدكتور نجيب الزروالي كلمة مؤثرة أشار فيها إلى أهمية الثقافة في تعزيز الهوية الوطنية، وذكر بعض إنجازاته الثقافية مثل تأسيس جوقة للطرب الأندلسي بكلية الطب، وتنظيم فعاليات ثقافية خلال عمله سفيرًا في تونس.

أهمية الثقافة والإعلام

ركز المتحدثون في المناظرة على العلاقة التكاملية بين الثقافة والإعلام، وأهمية مواجهة “التفاهة المتمدنة” التي تهدد الثقافة المغربية. وأكد عبد الكبير اخشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، على ضرورة التمسك بالثقافة كجزء أساسي من مستقبل أي أمة.

أما سفيرة السودان بالمغرب، فأشادت بالعلاقات الثقافية التاريخية بين البلدين، وأكدت على وجود روابط صوفية ودينية عميقة تجمعهما.

ختام المناظرة

في اليوم الأخير، قُرئت التوصيات التي خرجت بها المناظرة الرابعة للإعلام، التي حملت اسم الفقيه محمد السموني، وسط أمل الحاضرين في تفعيلها على أرض الواقع لتعزيز العلاقة بين الثقافة والإعلام.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مجلس الوزراء يُوافق على الرؤية المقترحة لتنظيم سوق السيارات لعام 2025
التالى قريبا طرح مسرحية "مش روميو وجوليت" في كتاب مطبوع