يعتبر الصداع من الأمور الشائعة التي تصيب الأطفال، ويتنوع سبب هذا الألم بين طفل وآخر،قد يجلب الصداع شعورًا كبيرًا من الضيق والإزعاج، مما يسبب عدم قدرة الطفل على القيام بأنشطة يومية، وقد يجد نفسه مفضلًا للبقاء في السرير حتى يخف الألم،على الرغم من أن الصداع في مقدمة الرأس قد يكون مدى واسع من الأسباب، إلا أنه يتطلب عادةً استشارة طبية لفهم السبب الدقيق ورائه، وخلال هذا المقال، سوف نتناول بشكل مفصل الأسباب المحتملة وكيفية التشخيص والعلاج المتاح.
أسباب الصداع عند الأطفال من الأمام
هناك أنواع متنوعة من الصداع الذي يؤثر على مقدمة الرأس، والتي تتباين حسب مدة استمرارية الألم واستجابة العلاج وشدته،في الغالب، لا يدل الصداع في مقدمة الرأس على وجود مشكلة في الجزء الأمامي من الدماغ، وإنما قد يكون عرضًا لمرض آخر أو نتيجة لنوع آخر من الصداع،فيما يلي بعض الأسباب الرئيسية التي تؤدي للصداع في مقدمة الرأس عند الأطفال
صداع إجهاد العين
يعتبر إجهاد العين من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى حدوث الصداع في مقدمة الرأس، حيث يظهر هذا النوع من الألم عادة عندما تكون رؤية الطفل غير واضحة أو يحتاج الطفل إلى تصحيح نظاره،كما يتزايد الألم نتيجة الاستخدام المطول للعين، سواء كان ذلك بسبب القراءة أو مشاهدة التلفاز أو استخدام الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف الذكية، مما يسهم في معدل إجهاد العين عند الأطفال.
الصداع بسبب الألم المنقول
يمكن أن يكون الصداع في مقدمة الرأس نتيجة لمشكلات صحية أخرى في أجزاء مختلفة من الرأس،تأتي هذه المشكلات عادة من آلام الأسنان، التهابات الفك، أو حتى ضغط العين المرتفع،يعتبر التهاب الجيوب الأنفية من أشهر الأسباب التي تؤدي إلى هذا النوع من الصداع، حيث يبدأ في الانتشار من منطقة الجيوب الأنفية، مما يسبب شعورًا بالألم وعدم الراحة خاصة عند الانحناء أو الاستيقاظ من النوم، وقد يترافق هذا الألم أيضًا مع تورم.
صداع التوتر
يعاني بعض الأطفال من حساسية تجاه الضغوط اليومية،في حال تعرضهم لمواقف متوترة، قد يظهر صداع التوتر، وهو نوع من الصداع لا يزداد شدته مع المجهود البدني،يستمر الألم من نصف ساعة إلى عدة أيام، وقد يكون له صلة بالحزن والقلق،في هذه الحالات، يحتاج الطفل إلى رعاية خاصة للتخفيف من التوتر.
الصداع العنقودي
الصداع العنقودي نادر ويظهر بشكل خاص في الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عشر سنوات،يتميز هذا النوع من الصداع بألم على جانب واحد من الرأس، وعادة ما يستمر لفترات تتراوح بين 15 دقيقة إلى ثلاث ساعات، وقد يصاحب هذا الألم سيلان للأنف واحتقان.
إصابات الرأس
يمكن أن تؤدي الإصابات الناتجة عن حوادث اللعب إلى صداع في مقدمة الرأس،يعد مراقبة الصداع الناتج عن تلك الإصابات أمرًا هامًا، خاصة إذا استمر لفترات طويلة؛ لذا يجب استشارة الطبيب للتأكد من عدم تأثير الإصابة على الدماغ.
تشخيص الصداع عند الأطفال من الأمام
تثير حالات الصداع عند الأطفال القلق بين الآباء، لذا ينبغي على الطبيب إجراء سلسلة من الفحوصات دقيقة لتشخيص الحالة،من الضروري أن يصف الأهل بطريقة دقيقة شكل الصداع، بما في ذلك اشتداد الألم ومدتها،من الأمور الهامة أيضًا تسجيل عدد مرات حدوث الصداع،يشمل التشخيص الفحص البدني وقياس الوزن والطول وضغط الدم وفحوصات الدم المختلفة،قد يتطلب الأمر أيضًا إجراء أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي للرأس، مثل فحص الأورام أو التهابات الجيوب الأنفية.
علاج الصداع عند الأطفال من الأمام بالأدوية
يمكن علاج الصداع عادةً من خلال الراحة وتحسين الوضع الغذائي للطفل، ولكن قد تتطلب بعض الحالات استخدام الأدوية،تتضمن أبرز هذه الأدوية
أدوية المسكنات
تشمل مجموعة من المسكنات الآمنة مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين، والتي يمكن استخدامها دون استشارة الطبيب، ولكن يجب تجنب الأسبرين لأطفال في سن صغيرة لتجنّب تأثيراته الجانبية المحتملة.
أدوية إلتريبتان
يمكن استخدام أدوية إلتريبتان تحت إشراف طبي في حالات معينة مثل الصداع النصفي،هذه الأدوية فعالة للأطفال بدءًا من السادسة من العمر.
أدوية علاج احتقان الجيوب الأنفية
تتطلب حالات التهاب الجيوب الأنفية استخدام مضادات حيوية وريدية بحسب توجيهات الطبيب، بالإضافة إلى استعمال بخاخات أنف للوقاية من تفاقم الأعراض.
علاج الصداع بالأعشاب
تسعى الأمهات إلى استخدام الأعشاب الطبيعية لتجنب استعمال الأدوية الكيميائية،من بين هذه الأعشاب
اليانسون
يستخدم لتقليل التوتر وعلاج الصداع.
زيت اللافندر
يعتبر فعالا عند استنشاقه أثناء ظهور الصداع.
الصفصاف
يستخدم مستخلص لحاء الصفصاف في تخفيف الصداع كونه يحتوي على مواد مسكنة.
طرق للتخلص من الصداع عند الأطفال من الأمام
يوجد العديد من الطرق المنزلية لتخفيف الصداع عند الأطفال، مثل الضغط الساخن والبارد، وتخفيف الإضاءة، والتدليك، مما قد يساعد في تخفيف الألم،بالإضافة إلى ذلك، يجب علاج مشاكل النظر إذا كانت السبب الرئيسي للصداع.
في الختام، يعد الصداع عند الأطفال من الأمام موضوعًا يتطلب اهتمامًا خاصًّا من الآباء والأطباء على حد سواء،يجب أن يتم التعامل مع كل حالة بعناية وتحديد السبب الجذري لها، مما يسهل توفير العلاج الأنسب للأطفال المصابين،في هذا المجال، فإن الرعاية والمتابعة توفران الشيء المطلوب لتقليل الإصابة بالصداع وتقديم الدعم للأهالي في هذه التجربة الصعبة.