تعتبر فترة الحمل واحدة من أهم الفترات في حياة المرأة، حيث تتطلب عناية خاصة وطبيعة دقيقة في تناول الأدوية والمكملات،من بين الأدوية التي تثير الكثير من النقاشات هي حبوب الأسبرين، حيث يستخدمها بعض الأطباء للنساء الحوامل في حالات محددة،وبالرغم من فوائدها، إلا أن هناك مخاطر قد تترتب على تناول الأسبرين خلال فترة الحمل،لذا، سنسلط الضوء على الحالات التي يمكن أن تتطلب تناول الأسبرين وعدد من الإرشادات المتعلقة بها، فضلاً عن الوقت المناسب للتوقف عن تناولها.
في أي شهر تترك الحامل الأسبرين
بالنظر إلى حالات استهلاك الأسبرين أثناء الحمل، فإن الأطباء عادةً ما يوصون بتناوله في حالات قد تتطلب ذلك، مثل التسمم، أو اضطرابات التجلط، أو حالات الإجهاض المتكرر،قبل البدء بتناوله، يُنظر في الجرعات المقررة لكل حالة، لأنه تناول كميات مفرطة قد يؤدي إلى آثار سلبية على صحة الأم والجنين،كما أن توقيت التوقف عن تناول الأسبرين يعتبر أمرًا بالغ الأهمية، لذلك يتم دوماً البحث عن إجابة تساؤل الحامل حول متى يجب أن تتوقف عن تناوله وأي شهر يُفضل أن تترك فيه هذا الدواء.
من المتعارف عليه أن الشهر الثامن، وبالتحديد بعد حلول الأسبوع الرابع والثلاثين، هو الوقت الذي يوصي فيه معظم أطباء النساء والولادة بعدم تناول الأسبرين.
على الرغم من ذلك، فهناك حالات خاصة يمكن أن تستمر في تناول الأسبرين عندها، ويجري تحديد الجرعة الطبية المناسبة، والتي تتراوح غالبًا بين 60 إلى 100 ملليجرام يوميًا، ولكن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي الدقيق لتفادي أي آثار جانبية خطيرة قد تطرأ على الحامل أو الجنين.
وفي الحالات المميزة التي تقتضي بوقف الأسبرين، يجب مراعاة أن القيام بذلك بعد الأسبوع الرابع والثلاثين سيساعد في تقليل المخاطر الصحية المحتملة على الجنين، والتي تشمل مشكلات تتعلق بالقلب أو اضطرابات في الدورة الدموية أو حتى نقص في السائل الأمينوسي.
حالات حمل يصف لها عقار الأسبرين
تشير الأبحاث والدراسات العلمية إلى أهمية الأسبرين لدينا بعض الحالات الحمل المعرضة لمخاطر الجلطات،وغالبًا ما يتطلب استخدامها بدءًا من الأسبوع الثاني عشر إلى الأسبوع الثلاثون،تتطلب دواعي تناول الأسبرين في هذه الحالات المرضية التالية
- سجلت المرأة سابقًا حالات من تسمم الحمل مما يتطلب متابعة طبية مشددة، نظرًا لوجود خطر ارتفاع ضغط الدم.
- تأخر نمو الجنين، وهو ما قد يُعزى إلى وجود جلطات دموية في المشيمة قد تؤثر سلباً في نمو الجنين.
- عندما تكون المرأة قد أنجبت سابقًا طفلًا منخفض الوزن، مما يستدعي ضرورة تناول الأسبرين لتحسين صحة الجنين خلال الفترات السابقة.
- احتمالية فقدان الجنين المفاجئ.
- وجود أمراض مناعية ذاتية كمرض الذئبة الحمامية أو متلازمة أضداد الشحوم الفوسفورية.
- إذا عانت الأم من مرض السكري سواء من النوع الأول أو الثاني.
- ارتفاع ضغط الدم المزمن.
- مشاكل في الكلى، خاصة الحالات الشديدة، حين يتم وصف الأسبرين لتحسين سيولة الدم ومنع الجلطات.
- السمنة المفرطة التي تستدعي وصف الأسبرين، خاصة في بداية الحمل.
- يُنصح بتناوله للنساء اللاتي يخضعن لعمليات أطفال الأنابيب لتثبيت الحمل وتقليل مخاطر الإجهاض.
مخاطر تناول جرعات كبيرة من الأسبرين أثناء الحمل
بالرغم من فوائد الأسبرين، إلا أن تناوله بجرعات مفرطة يشكل تهديداً لصحة الأم والجنين،وقد أظهرت الدراسات أن الجرعات العالية التي تتجاوز 200 ملليجرام يوميًا، قد تزيد من خطر تعرض المرأة الحامل للإجهاض أو تشوهات الجنين.
كما أن تناول كميات كبيرة من الأسبرين في الأشهر الأخيرة قد يزيد من مخاطر تعرض الجنين لمشكلات صحية عدة مثل
- انسداد في شرايين القلب.
- نقص في نمو الجنين بشكل مناسب.
- عدم وصول التغذية بشكل كاف إلى أعضاء الجنين.
- حدوث نزيف في دماغ الجنين الخديج.
ختاماً، يجب على أي امرأة حامل تتناول الأسبرين أن تكون تحت مراقبة طبية دقيقة لتجنب أي مخاطر قد تواجهها أو يواجهها جنينها.
إرشادات خاصة بتناول الأسبرين للحامل
توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA بضرورة تجنب استخدام الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات بعد الأسبوع التاسع عشر من الحمل، بما في ذلك الأسبرين،يعتبر الأسبرين من هذه الفئة، ويمكن أن يؤدي استخدامه إلى مشاكل نادرة ولكن خطيرة في الكلى عند الأطفال غير المولودين بعد، مما قد يؤثر سلبًا على مستويات السائل الأمنيوسي.
في حال كانت الجرعة المنخفضة من الأسبرين تستخدم لأسباب طبية، فإنه من الضروري الالتزام بتعليمات مقدم الرعاية الصحية،وعند الحاجة إلى مسكنات للألم، يجب على الأم الحامل التواصل مع مقدم الرعاية للحصول على خيارات آمنة.
إن تناول الأسبرين بكميات غير متناسبة أو الاعتماد على بدائل غير مناسبة قبل الحمل قد يؤدي إلى مخاطر كبيرة تهدد حياة الجنين، لذا يُفضل اتباع الإرشادات الطبية قبل البدء في أي نظام دوائي.