تعتبر الأضحية من شعائر الإسلام التي تتجلى فيها قيم التضحية والإيثار،فهي عبادة يمارسها المسلمين في عيد الأضحى، وقد أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنها تتطلب معرفة دقيقة بالشروط التي تجعلها مقبولة،هذا البحث يسلط الضوء على العيوب التي لا تجوز في الأضحية، والتي وردت في السنة النبوية،يجب على المسلم أن يكون على دراية بهذه العيوب حتى يتمكن من اختيار أضحيته بشكل صحيح، وبالتالي الحصول على الأجر والثواب من هذه العبادة.
العيوب التي لا تجوز في الأضحية
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أربع لا تجوز في الأضاحي العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظلعها، والكسيرة التي لا تنقي)، وأجمع جمهور العلماء على ما قال النووي في هذا الخصوص “لا تجزئ التضحية بما فيه عيب ينقص اللحم كالمريضة، فإن كان مرضها يسيراً لم يمنع الإجزاء، وإن كان بينا يظهر بسببه الهزال وفساد اللحم لم يجزه”،بناءً على هذه الأدلة، نستطيع استنباط أبرز العيوب التي لا تجوز في الأضحية، وهي
- المصرمة الأطباء وهي التي فقدت جزءًا أو كل ضرعها، مما يمنعها من إخراج اللبن.
- المريضة بيّنة المرض بحيث يستطيع أي شخص رؤيتها، سواء كان المرض مميتاً مثل الطاعون أو الجرب.
- فاقدة الإلية سواء كانت الإلية مفقودة جزئياً أو كلياً.
- العوراء وهي التي لا ترى بإحدى عينيها، وبالتالي لا تجزئ الأضحية بالعمية أيضًا.
- العرجاء إذا كان العرج بينًا، حيث لا تتمكن من السير بمفردها.
- العجفاء الهزيلة من الناحية البدنية أو العقلية.
- السكاء التي لا تملك أذنين لعيوب خلقية.
- الجذماء إذا فقدت أحد أطرافها.
- العضباء مقطوعة القرن كله.
- الجدعاء الأذن المقطوعة نتيجة حادث أو قطعها من قبل المُضحي.
- البتراء إذا كان الذنب مقطوعًا كليًا أو جزئيًا.
- إذا كان اللسان مقطوعًا سواء كان كليًا أو جزئيًا.
- الهيماء الشاة شديدة العطش والتي لا يزول عطشها.
- الجلالة التي تأكل النجاسات، وقد نُهي عن التضحية بها إلا إذا أُطعمت الأعلاف الطاهرة لفترة معينة.
- وأيضًا، روى عمرو بن شعيب أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (نهَى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يوم خيبرَ عن لُحومِ الحُمُرِ الأهليَّة، وعن الجلَّالةِ؛ عن رُكوبِها، وأكْلِ لَحمِها).
الدليل على الأضحية التي تجزئ من السنة
- روى عليّ بن أبي طالب “أمرنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن نَسْتَشْرِفَ العينَ والْأُذُنَ وأن لا نُضَحِّيَ بمُقابَلَةٍ ولا مُدَابَرَةٍ ولا شَرْقَاءَ ولا خَرْقَاءَ” (سنن الترمذي).
- عن السيدة عائشة رضي الله عنها (كانَ إذا أرادَ أن يضحِّيَ، اشتَرى كبشينِ عظيمينِ، سَمينينِ، أقرَنَيْنِ، فذبحَ أحدَهُما عن أمَّتِهِ والآخر عن محمدٍ وآل محمدٍ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم).
العيوب التي تجزئ في الأضحية
إن هناك عيوبًا عديدة لا تجوز في الأضحية، ولكن هناك كذلك بعض العيوب التي يمكن تجاهلها، حيث تُعَدُّ الأضحية بها صحيحة،ومن أبرز تلك العيوب
- الثولاء والتي لم يعقها فقد عقلها عن الأكل.
- الجماء / الجلحاء الأضحية التي خُلقت بلا قرن أو كُسِر بعضها دون أن يصل إلى اللحم.
- الحولاء التي تعاني من مشاكل في الرؤية بشرط أن لا يؤثر ذلك على قدرتها على الرؤية.
- الخرقاء ذات الأذن المثقوبة بشرط أن يكون الثقب غير مؤثر على سمعها.
- الخصي تخدم كمقطوع الخصيتين بشرط أن سمنتها تعوض النقص.
- الشرقاء الجذع الذي أصيبت أذنه بشق.
- الصمعاء التي تملك آذانًا صغيرة.
- العاجزة عن الولادة وهذا في حالة كان عمرها كبيرًا.
- المُدابرة مقطوعة بعض الأذن دون زوالها.
- المكويّة التي تم تعقيمها عن طريق الكي.
- الموسومة إذا كانت تملك سمة في أذنها.
- الهتماء التي لا تمتلك أسنانًا ولكنها تنمو بشكل جيد.
- يسيرة العرج إذا كان العرج خفيفاً وغير واضح.
شروط الأضحية
- قال صلى الله عليه وسلم (لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن)، لذا يجب أن تفي الأضحية بالسن المحدد الإبل 5 سنوات، الغنم سنة، البقر سنتان.
- قال تعالى “وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ” (سورة الحج، الآية 34)،لذا يجب أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام.
- يجب أن تكون خالية من العيوب التي تمنع قبولها كأضحية.
- أن يمتلك المضحي الأضحية، أو إذا تم تكليفه بها، فلا تُقبل الأضحية المسروقة أو المغصوبة.
- الذبح في الوقت المحدد من بداية يوم النحر إلى غروب الشمس في آخر أيام التشريق.
ما حكم الأضحية إذا كان بها عيوب
إذا كانت الأضحية تعاني من أي عيب يُنهى عنه، فهي لا تجزئ ولا يحصل المضحي على الثواب، وإن كان بوسعه الأكل منها،من الضروري أن يعرف الشخص العيوب التي تؤدي لعدم قبول الأضحية، وبهذا يجب عليه شراء أضحية أخرى لضمان الحصول على الأجر.
إن الأضحية نعمة عظيمة ورمز للإيثار، وقد أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم بشروط معينة لضمان قبولها،لذا، فإن فهم هذه الشروط ومعرفة العيوب التي تمنع قبول الأضحية يجعل من الضروري الالتزام بتعاليم ديننا.