قدم أرسنال أداءً رائعًا ضد ليفربول رغم الغيابات الدفاعية، لكنهم اضطروا إلى الاكتفاء بالتعادل بهدفين في كل شبكة على ملعب الإمارات، في مباراة تألق فيها محمد صلاح من جانب "الريدز"، وهي النتيجة التي خدمت مانشستر سيتي وأبقته في صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق نقطة عن ليفربول الثاني.
رغم تخلي أرسنال عن تقدمه في مناسبتين في المباراة، ظل بلا هزيمة في آخر خمس مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام ليفربول (فاز 2 وتعادل 3)؛ وهي أطول سلسلة له دون هزيمة أمام "الريدز" في المسابقة منذ أكتوبر/ 2007 وكذلك أبريل 2011 (ثماني مباريات).
نتيجة جيدة لأرسنال بخط دفاع "مُرقع"
دخل أرسنال المباراة وهو مثقل بغيابات خاصة على مستوى الخط الدفاعي، فدخل برباعي يلعب لأول مرة معًا، رغم ذلك لم يخسر أمام هجوم ماسح يقوده النجم المصري محمد صلاح والكولومبي لويس دياز.
في غياب ويليام ساليبا، ازدادت مشكلات الغانرز بخروج المدافع الأساسي الآخر غابرييل، والظهير يوريان تيمبر للإصابة، وبالتالي وبدون أي مدافع أساسي في الملعب، بدا أرسنال أقل صلابة بشكل كبير، وكان عرضة بشكل غير عادي للكرات العالية مثل تلك التي أدت إلى هدف التعادل المتأخر لليفربول.
" title="ملخص مباراة آرسنال وليفربول (2-2)| الدوري الإنجليزي - الجولة 9" width="890">
كانت هذه مباراة لا يمكن لأرسنال أن يخسرها، كانت الهزيمة لتتركه متأخرًا بسبع نقاط عن ليفربول، وست نقاط عن مانشستر سيتي. لديهم أيضًا جدول مباريات صعب، حيث سيواجه الفريق كلًّا من نيوكاسل ثم تشيلسي في الدوري الإنجليزي الممتاز بين رحلة دوري أبطال أوروبا إلى إنتر ميلان.
محمد صلاح استفاد من الفرصة
يوريان تيمبر هو اللاعب الذي يستخدمه ميكيل أرتيتا لإيقاف أخطر أجنحة الخصم، سواء على اليمين أو اليسار، هو يجيد اللعب على جانبي الملعب، لكنه اليوم واجه مهمة شاقة أمام محمد صلاح المتوهج.
ورغم عودة تيمبر من إصابته وهو ليس في قمة لياقته البدنية، خاض مواجهة قوية مع محمد صلاح لدرجة أن النجم المصري لم تكن لديه رؤية تقريبًا للتصويب في أثناء وجوده على أرض الملعب، وبعد دقائق من خروجه مصابًا برفقة غابرييل (وهما يلعبان في نفس الجهة اليسرى من الدفاع) ظهر صلاح وسجل.
بهدف اليوم، يكون محمد صلاح قد سجل 11 هدفًا في 15 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز ضد أرسنال، وبات يتقدم عليه هاري كين (14) وواين روني (12) فقط في المسابقة.
أهمية ساكا لأرسنال
بوكايو ساكا هو أخطر لاعب في الدوري كله، لم يبدأ المباراة فحسب، واليوم ارتدى الدولي الإنجليزي شارة القيادة، مما يؤكد أهميته للفريق. في غياب مارتن أوديغارد المستمر، فإن إبداعه وتهديده مهمان للغاية.
كان الهدف الذي منح أرسنال تقدمًا مبكرًا دليلاً مذهلاً على موهبته. انطلق ساكا نحو الكرة من بن وايت، وراوغ روبرتسون قبل أن يسدد كرة قوية من فوق الحارس كيليهر إلى داخل الشباك.
شارك ساكا بذلك بشكل مباشر في 10 أهداف في 8 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم (3 أهداف و7 تمريرات حاسمة)؛ وهو أقل عدد مباريات يصل خلاله لاعب من أرسنال إلى هذا الرقم (10 أهداف أو أكثر) في موسم واحد منذ سيسك فابريغاس في 2009-2010 (6 مباريات).
أرسنال والكرات الثابتة مرة أخرى
سجل أرسنال 27 هدفًا من كرات ثابتة في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ بداية الموسم الماضي (دون احتساب ركلات الجزاء)؛ وهو أكبر عدد من الأهداف لأي فريق في هذه الفترة. كما أن أهدافهم الـ21 بالرأس هي أيضًا أكبر عدد من الأهداف لأي فريق في المسابقة منذ بداية الموسم الماضي.
أرسنال استفاد من قوة ميكيل ميرينو بالمواجهات الهوائية؛ حيث يعزز طوله (189 سم) ميزة أرسنال في الكرات الثابتة الهجومية والدفاعية، علمًا أن ثلاثة لاعبين فقط في الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا فازوا بمواجهات هوائية أكثر منه في الموسم الماضي.
كيف فكك أرسنال دفاع ليفربول؟
خدم الثنائي الهجومي لياندرو تروسارد وكاي هافرتز أرسنال في عملية صنع المساحات في ليفربول، رغم أنهما لم يسجلا اليوم.
ليفربول لعب بشكل دفاعي 4-2-4، حيث كان يتقدم كورتيس جونز إلى جانب الثلاثي الأمامي للضغط على مدافعي أرسنال في أثناء بناء الهجمة، وكان الهدف هو منع التمريرات إلى الوسط، وإجبار مدافعي أرسنال على تمرير الكرة إلى الظهيرين يوريان تيمبر وتوماس بارتي، مما يسمح لليفربول بالتحرك بسرعة.
بصرف النظر عن واجباته الدفاعية الدؤوبة، كانت مهمة تروسارد هي زعزعة استقرار هذا التكتيك، والنزول إلى العمق والتحرك إلى مناطق خطيرة في خط الوسط. وكان قلب الدفاع إبراهيما كوناتي يتبعه غالبًا، مع عدم قدرة أي من لاعبي خط الوسط الدفاعيين في ليفربول على تعقبه، مما فتح ثغرات لأرسنال للهجوم من الخلف.
كان اللاعب البلجيكي أيضًا وراء تحرك واعد في الدقيقة (28)، حيث توغل في مساحة في دفاع ليفربول، وراوغ جونز وغير مسار اللعب إلى اليسار، مما أدى إلى فرصة لهافرتز في القائم الثاني.
أرقام قياسية من المواجهة
- استقبل ليفربول هدفين في الشوط الأول من مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة منذ ديسمبر 2023 (هدفان أمام فولهام). في الواقع، 40% من أهداف الريدز التي استقبلتها شباكهم في المسابقة تحت قيادة أرني سلوت سجلها الغانرز اليوم (2-5).
- لم يُهزَم ليفربول خارج أرضه في جميع المسابقات هذا الموسم، حيث فاز في ست من مبارياته السبعة (تعادل واحد). وسلوت هو أول مدرب لليفربول لم يخسر أيًا من مبارياته السبعة الأولى خارج أرضه منذ ويليام كونيل في فبراير 1923.
- سجل فيرجيل فان دايك الآن 17 هدفًا بالرأس في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولا يتفوق عليه بين المدافعين سوى جون تيري (27). وهدفه هو أول هدف بالرأس يستقبله أرسنال من ركلة ركنية منذ 28 ديسمبر 2023.