أخبار عاجلة
وزير العدل يستقبل نظيره الصومالي -

ظهور بوريطة إلى جانب عراقجي يسائل حقيقة التقارب المغربي الإيراني

ظهور بوريطة إلى جانب عراقجي يسائل حقيقة التقارب المغربي الإيراني
ظهور بوريطة إلى جانب عراقجي يسائل حقيقة التقارب المغربي الإيراني

أياما بعد حديث تقارير إعلامية عن وجود تقدم في “مشاورات غير معلنة” من أجل إعادة العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية إيران، تقود جهود الوساطة فيها سلطنة عمان، تداولت وسائل إعلام إيرانية صورة تظهر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إلى جانب نظيره وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، خلال مشاركتهما، أمس الثلاثاء، في أشغال افتتاح المنتدى العاشر لتحالف الحضارات، المقام بالعاصمة البرلتغالية لشبونة.

ولم تورد وسائل الإعلام عينها أي أنباء عن لقاء بين وزير الخارجية المغربي ونظيره الإيراني على هامش المنتدى، إلا أن بعض المحللين السياسيين رأوا أن “قراءة الصورة سالفة الذكر تبين أن هناك بوادر تقارب بين المغرب وإيران، لن يحدث إلا بشروط الرباط، على رأسها دعم إيراني صريح لمغربية الصحراء، وإعلان الجمهورية الإسلامية كفها عن الدعم المالي والعسكري للجبهة الانفصالية”.

كما يشدد فريق آخر، متفاعلا مع الموضوع ذاته، على أن “المشاورات سالفة الذكر التي لم ينف المغرب وجودها، حتى الآن، إن كانت صحيحة فإنها لن تتوج بإنهاء القطيعة الدبلوماسية بين البلدين إلا بعد تأكد المغرب من نهاية العلاقة بين إيران والانفصاليين، واعتراف الجمهورية الإسلامية بسيادة المغرب على الصحراء”، مؤكدا أن “اللقاء بين وزيري خارجية البلدين لن يحدث إلا بعد نضوج هذه الشروط لطي صفحة القطيعة”.

وكانت وكالة سبوتنيك الروسية نقلت عن مصادر مطلعة أن هناك “تقدما ملحوظا في مشاورات (غير معلنة) لإعادة العلاقات بين المغرب وإيران، بوساطة من سلطنة عمان”، وأن “الرباط اشترطت سحب دعم إيران لجبهة البوليساريو، وعدم المساس بالأمن الديني والروحي المغربي، ووقف التحركات التي تمس بعمق الرباط الإفريقي”؛ وهي الأنباء التي لم يرد أي تأكيد لها أو نفي من السلطات المغربية، حتى الآن.

من جهته قال محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن “صورة تواجد وزير الخارجية المغربي إلى جانب نظيره الإيراني في منتدى تحالف الحضارات لها إيحاءات ودلالات عديدة، وقراءتها تبين أن هناك بوادر نوع من التقارب بين الجانبين الإيراني والمغربي على النحو الذي يريده المغرب، أي كف إيران عن دعم مليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية”.

واستحضر الدكالي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “نشر هذه الصورة يأتي في سياق حديث وسائل إعلام عن مشاورات ومحادثات جارية من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين، علما أن المغرب متمسك بشروطه الأساسية وخطوطه الحمراء لأي تقارب مع إيران، وعلى رأسها عدم تخطي الوحدة الترابية للمملكة”.

ورغم عدم ورود أنباء عن لقاء بين الوزيرين خلال المنتدى، يضيف أستاذ العلوم السياسية، فإنه “يجب أن نستحضر أن اتخاذ أي قرار رسمي في العلاقات بين الدول تسبقه مشاورات ولقاءات في الكواليس، وهي التي أبرزت وسائل الإعلام مؤخرا حدوثها بين الجانبين، سعيا إلى تقارب يعيد تطبيع العلاقات الإيرانية المغربية”، مبديا “الاطمئنان لكون الدبلوماسية المغربية تتعامل بواقعية وعقلانية وبحذر دبلوماسي يراعي المصالح العليا للمملكة في العلاقات مع جميع الدول”.

أما لحسن أقرطيط، محلل سياسي، فشدد على أن “المشاورات التي أعلنت وسائل إعلام أنها قائمة بين البلدين بوساطة عمانية من أجل إعادة علاقاتهما إن كانت صحيحة فإنها ستمتد لمدة طويلة، على اعتبار المغرب سينتظر حتى التأكد تماما من التزام إيران بشكل قاطع بمغربية الصحراء، وبالتوقف عن دعم البوليساريو، مع إصدار تصريحات علنية في هذا الشأن”.

وأضاف أقرطيط، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه “في حال تم هذا الالتزام فسوف يعقبه لقاء رسمي بين وزيري الخارجية أو لقاء آخر بين مسؤولي البلدين، يتم من خلاله الإعلان عن طي صفحة القطيعة الدبلوماسية بينهما”، مُشيرا في هذا الجانب إلى أن “المشاورات التي تتحدث عنها وسائل الإعلام لم يتم نفيها أو تأكيدها حتى الآن من أي مسؤول من الجانب المغربي، لكن في حال كانت جارية فعلا فإن المغرب سيطرح فيها شروطه”.

وعدّ المحلل السياسي عينه أنه “منطقيا بحكم أن هناك تقاطعا في المقاربات السياسية بين المغرب وحلفائه الخليجيين، وعلى رأسهم السعودية والإمارات العربية المتحدة، فإن التوجه العام سيكون إجراء مشاورات لإنهاء الخلاف المغربي والإيراني، لكن دائما بعد تعهد إيران بالالتزام بشروط المغرب، وعلى رأسها دعم مغربية الصحراء”.

واستحضر المتحدث ذاته، وهو يشرح هذا الطرح، أن “جذور الخلاف بين البلدين هي مساس إيران بالأمن القومي العربي بشكل عام؛ فالمملكة أوقفت العلاقات في المرة الأولى مع إيران بعد تهديدها بالتدخل عسكريا في البحرين، ثم قطعتها ثانية بعد أن استؤنفت بعدما تأكد الدعم الإيراني للانفصاليين من خلال تقارير عديدة كشفت تدريب حزب الله، الذراع العسكرية لإيران بالمنطقة، لعناصر الجبهة”.

وذكّر أقرطيط بأنه “تزامنا مع التقارب الذي حصل بين إيران ودول المنطقة، خصوصا مع السعودية، بفضل الوساطة الصينية، وكذا مع الإمارات العربية المتحدة، بقيت القطيعة تسود العلاقات بين المغرب وإيران، نظرا لتواتر التقارير سالفة الذكر”، مبرزا أنه “من غير المستبعد أن تنتهي هذه القطيعة ويحصل التقارب بين البلدين، لكن إذا وفقط إذا كان هناك دعم إيراني صريح لمغربية الصحراء وتوقف إيراني عن دعم الانفصاليين”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق محافظ أسيوط: يُحيل 7 أطباء للتحقيق ويكافئ 8 ممرضات في المستشفى العام
التالى نصائح هامة للمواطنين بشأن التعامل مع أمطار الشتاء الغزيرة