لم يكن أشد المتفائلين، يتوقع أن الوحدات الأردني قادر على بلوغ الدور الثاني من دوري أبطال آسيا 2، ذلك أن الفريق بدا منذ البداية متهالكا بلا حول ولا قوة ولا يبشر بأي خير، ولا سيما أن معظم نجومه المؤثرين قد هجروه.
ومحليًا، لم يقنع الوحدات بإدائه ونتائجه منذ بداية الموسم، حيث خسر نهائي درع الاتحاد أمام فريق السلط بركلات الترجيح، ويتأخر بفارق 5 نقاط عن المتصدر في بطولة الدوري الأردني، وقد يغيب عنه اللقب للمرة الرابعة على التوالي في سابقة تاريخية إذا لم يقم بإعادة هيكلة الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية.
وأخفق الوحدات إخفاقًا غير مسبوق وإضافة إلى خلو صفوف الفريق من اللاعبين المحليين المؤثرين، عانى كذلك من سوء في اختيارات المحترفين الأجانب، فمن 4 محترفين لم يحقق الإضافة سوى السنغالي أوسينو سيزار.
حالة التناقض هذه، كانت محيرة لجماهيره وحتى لخبراء ونقاد كرة القدم الأردنية، فالفريق الذي ظهر بأضعف نسخة ربما في تاريخ مسيرته، استطاع أن يحلق في سماء القارة ويحقق أفضل إنجاز له في هذه المسابقة، قاطعًا الشك بيقين التأهل الرسمي للدور الثاني.
الوحدات الذي خسر محليًا في الدرع والدوري، لم يخسر في البطولة الآسيوية، حيث خاض 5 مباريات، فاز في 3 وتعادل في اثنتين، وهي كنتائج تعد مميزة بصرف النظر عما يقدمه الفريق من أداء باهت.
ويسلط موقع winwin الضوء على الأسباب التي قادت الوحدات الأردني لبلوغ الدور الثاني في مجموعة ضمت فرقًا صعبة وتفوق الوحدات من حيث الإمكانات الفنية والمالية.
سيناريو المباريات وعامل التوفيق
لعب عامل التوفيق دورًا مهمًا مع فريق الوحدات ليكون من أول من يحسم بطاقة التأهل في مجموعته، وبالعودة إلى لقاءاته، فقد استهل مشواره بتحقيق الفوز في عمّان على سباهان أصفهان الإيراني (2-1).
وفي لقاء سباهان تأخر الوحدات بهدف، ورغم خطورة المنافس وأفضليته، إلا أنه نجح في تسجيل هدفين رغم شح الفرص التي أتيحت له، حملا توقيع السنغالي أوسينو سيزر وإبراهيم صبرة.
ورحل الوحدات بعدها إلى الإمارات لمواجهة فريق الشارقة الإماراتي المدجج بالمحترفين الأجانب، واستطاع العودة بنتيجة التعادل (2-2)، وفي هذه المباراة تأخر الوحدات أيضًا بهدف، لكنه تفوق على نفسه وسجل هدفين عن طريق محترفه السنغالي أوسينو سيزر، قبل أن يدرك المنافس التعادل.
وفي اللقاء الثالث توجه إلى طاجيكستان لمواجهة استقلال دوشنبه، وكانت عروض الفريق رتيبة، لكن براعة مهاجمه بهاء فيصل منحته النقاط الثلاث بعد أن أحرز هدفا على الطريقة الأوروبية كان كفيلاً بعودة الفريق بالنقاط الكاملة.
واستضاف الوحدات الأردني في لقاء الرد استقلال دوشنبه وهزمه بصعوبة وبهدف وحيد جاء من تسديدة أشبه بضربة حظ، أطلقها أوسينو سيزر ليخطأ حارس المرمى في تقديرها فسكنت شباكه ومنحت أصحاب الأرض 3 نقاط ثمينة.
وفي مباراة الليلة، تسيد سباهان أصفهان المباراة، وأحكم سيطرته بشكل مطلق، لكن الوحدات ومن هجمة واحدة نجح في تسجيل هدف السبق في الدقيقة (42) بعد أن حصل لاعبه مهند سمرين على ركلة جزاء نفذها فراس شلباية بنجاح، قبل أن يقبل هدف التعادل في الشوط الثاني.
واقعية المدرب رأفت علي
الفوز على سباهان أصفهان الإيراني في أول مباراة، كان كفيلاً ليمنح الوحدات بعضًا من الثقة التي كان بأمس الحاجة إليها، وبدا واضحًا أن المدرب رأفت علي يعرف تمامًا أن إمكانات فريقه محدودة، لذلك لعب وفق طريقة تتوافق مع هذه الإمكانات، من خلال تمكين الدفاعات والاكتفاء بالهجمات المرتدة.
ولم يفكر الوحدات الأردني في كافة مبارياته الخمس بإحكام سيطرته في أي مباراة أو الاستحواذ على الكرة، بل كان يفكر في كيفية خطف المباريات عبر هجمة أو هجمتين، حتى إن كان ذلك على حساب الأداء العام للفريق.
وتعامل رأفت علي بواقعية مطلقة مع قدرات الفريق يدلل على ذكائه، فهو لو لعب بأسلوب هجومي لربما خسر بقسوة، ولو استمع لآراء الجماهير التي انتقدت الأداء العام، لربما كانت الأبواب الخلفية للبطولة بانتظار خروجه.
لاعبو الوحدات الأردني تحملوا الانتقادات
تحمل لاعبو الوحدات الكثير من الانتقادات الجماهيرية التي طالبت بفسخ عقود معظهم، ووجدوا بالبطولة الآسيوية فرصة للرد على كل الشكوك من خلال التسلح بالروح القتالية العالية وإثبات الذات.
وقدم لاعبو الوحدات الأردني رغم محدودية قدرات معظمها، استبسالاً في معظم المواجهات وبخاصة في الواجبات الدفاعية، حيث كان الفريق يملك منظومة هجومية فاعلة إلى حد نسبي بحضور بهاء فيصل والسنغالي سيزر ومهند سمرين وهو ثلاثي الأمل الذي كان يلعب دورًا مهمًا في تسجيل الفريق للانتصارات.