بدأت الطرق الصوفية الجمعة الماضية احتفالاتها بـ مولد الحسين 2024، ومع كثرة التساؤل عن موعد مولد الحسين، الليلة الكبيرة لمولد سيدنا الحسين أو ما يعرف بالليلة الختامية لمولد سيدنا الحسين 2024، نوضح التالي.
موعد مولد الحسين 2024
بدأت الطرق الصوفية الجمعة الماضية 25 أكتوبر 2024، احتفالها بمولد الإمام الحسين رضي الله عنه بمحيط مسجده بمدينة القاهرة، ويتواصل احتفالات الصوفية بمولد الإمام الحسين على مدار أسبوع تختتم بـ الليلة الختامية الخميس المقبل 31 أكتوبر الجاري.
والإمام الحسين -رضى الله عنه- هو : الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو عبد الله ريحانة النبي وشبهه من الصدر إلى ما أسفل منه ولما ولد أذن النبي صلى الله عليه و سلم في أذنه وهو سيد شباب أهل الجنة وخامس أهل الكساء، أمه السيدة فاطمة بنت رسول الله سيدة نساء العالمين، وأبوه سيف الله الغالب سيدنا عليُّ بن أبي طالب رضى الله عنه.
ولد الإمام الحسين (أبو عبد الله) رضى الله عنه، في الثالث من شعبان سنة أربع من الهجرة، بعد نحو عام من ولادة أخيه الحسن رضى الله عنه، فعاش مع جده المصطفى نيفًا وست سنوات .
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لما ولد الحسن سميته حربا فجاء رسول الله فقال : " أروني ابني ما سميتموه " قلنا : حربا قال : " بل حسن " . فلما ولد الحسين سميته حربا فجاء النبي فقال : " أروني ابني ما سميتموه " قلنا : حربا قال : " بل هو حسين " .
هل رأس الإمام الحسين مدفونة بالقاهرة؟
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إن رأس الإمام الحسين بمشهده بالقاهرة تحقيقًا مؤكدًا حاسمًا، مستدلًا على ذلك بخمس أدلة هي:
أولًا: رأي المؤرخين، وكُتَّابِ السيرة: يُجمع المؤرخون، وكُتَّاب السيرة -سوى المتمسلفة- على أنَّ جسد الحسين رضى الله عنه دفن مكان مقتله في كربلاء، أمَّا الرأس الشريف فقد طافوا به حتَّى استقر بـ (عسقلان) الميناء الفلسطيني، على البحر الأبيض، قريبًا من مواني مصر وبيت المقدس.
وقد أيَّد وجود الرأس الشريف بــ (عسقلان)، ونقله منها إلى مصر جمهور كبير من المؤرخين والرواد، منهم: ابن مُيَسَّرٍ، والْقَلْقَشَنْدِي، وعليّ ابن أبي بكر الشهير بالسايح الهروي، وابن إياس، وسبط ابن الجوزي، وممن ذهب إلى دفن الرأس الشريف بمشهد القاهرة المؤرِّخ العظيم (عثمان مدوخ)؛ إذ قال: إن الرأس الشريف له ثلاثة مشاهد تزار: مشهد بدمشق دفن به الرأس أولًا( )، ثمَّ مشهد بعسقلان بلد على البحر الأبيض، نقل إليه الرأس من دمشق، ثمَّ نقل إلى المشهد القاهري لمصر بين خان الخليلي والجامع الأزهر، ويقول المَقْرِيزِيُّ: إنَّ رأس الحسين رضى الله عنه نقلت من عسقلان إلى القاهرة في 8 جمادى الآخرة عام 548هـ، وبقيت عامًا مدفونة في قصر الزمرد حتى أنشئت له خصيصًا قبة هي المشهد الحالي، وكان ذلك عام 549هـ.
ثانيًا: شهادة الدكتور الحسيني هاشم: يقول فضيلة الشيخ الحسيني هاشم، وكيل الأزهر وأمين عام مجمع البحوث -رحمه الله- تعليقًا على ما دَسَّهُ النَّسَّاخون على كتاب الإمام السيوطي «حقيقة السنة والبدعة» ما ملخصه:
وقد أَكَّدَ استقرار الرأس بمصر أكبر عدد من المؤرخين، منهم: ابن إياس في كتابه، والْقَلْقَشَنْدِي في «صبح الأعشى»، والمقريزي الذي عقد فصلًا في خططه المسمى «المواعظ والاعتبار» ص427، وص428، وص430 يؤكد رواية (ابن مُيَسَّرٍ) أن الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي، هو الذي حمل الرأس الشريف على صدره من عسقلان، وسعى به ماشيًا حيث وصل مصر يوم الأحد ثامن جمادى الآخرة سنة 548 هجرية، وحلت الرأس في مثواها الحالي من القصر يوم الثلاثاء 10 من جمادى الآخرة سنة 548 هجرية عند قُبَّةِ باب الديلم، حيث الضريح المعروف الآن بمسجده المبارك، وكذا السَّخَاوِي -رحمه الله- قد أثبت رواية نقل رأس الحسين إلى مصر.
ثالثًا: الرأي الرسمي لمصلحة الآثار: تقول الأستاذة (عطيات الشطوي) المفتِّشة الأثرية الثقة، والمشرِفة المقيمة على تجديد القبة الشريفة في عصرنا:
تؤكد وثائق هيئة الآثار أنَّ رأس الحسين رضى الله عنه نُقِلَ من عسقلان إلى القاهرة -كما يقول المقريزي- في يوم الأحد ثامن جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وأربعين وخمسمئة، الموافق (31 أغسطس سنة 1153م)، وكان الذي وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم واليها، وحضر في القصر يوم الثلاثاء العاشر من جمادى الآخرة المذكور (الموافق 2 سبتمبر 1153م).
ويضيف المقريزي: فقدم بـه (الرأس) الأستاذ مكنون في عشارى من عشاريات الخدم، وأنزل به إلى الكافوري (حديقة)، ثم حمل في السرداب إلى قصر الزمرد، ثم دفن في قبة الديلم بباب دهليز الخدمة (المقر الحالي).
وفي العصر الأيوبي أنشأ أبو القاسم بن يحيى بن ناصر السكري المعروف بالزرزور، منارة على باب المشهد سنة 634هـ (1236م)، وهي منارة مليئة بالزخارف الجصية والنقوش البديعة، وهي تعلو الباب الأخضر، وقد تَهَدَّمَ معظمها، ولم يبقَ منها إلا القاعدة المربعة، وعليها لوحتان تأسيسيتان (وقد جددت وهي موجودة الآن).
وقد احترق هذا المشهد في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة 640هـ، وقد قام بترميمه بعد هذا الحريق القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني، ووسَّعَهُ وألحق به ساقية وميضأة، ووقف عليه أراضي خارج الحسينية قرب الخندق، (ويقول بعض بَحَّاثَة المؤرخين: إن الذي أحرق المشهد هم اليهود بمصر).
واستمرت عمليات التوسع والإضافة حتَّى جاء الأمير (كَتْخُدَا)، فقام بإصلاحات كثيرة؛ ففي سنة 1175هـ أعاد بناء المسجد، وعمل به صهريجًا وحنفية بفسحة، وأضاف إليه إيوانين، كما رتَّب للقائمين عليه مرتبات كثيرة ظلَّ معمولًا بها حتى سنة 1206هـ.
ولمَّا قدم إلى مصر السلطان عبد العزيز سنة 1279هـ، وزار المقام الحسيني الشريف، أمر الخديوي إسماعيلَ بعمارته وتشييده على أَتَمِّ شكل وأحسن نظام، وقد استغرقت هذه العملية عشر سنوات؛ إذ تمت سنة 1290هـ، أمَّا المنارة التي في جنوب غربيِّ المسجد فقد تمت سنة 1295هـ، وهي غير المنارة الأيوبية التي في جنوب شرقي المسجد.
أمَّا في عهد ثورة 23 يوليو سنة 1952م فقد عنيت عناية خاصة بتجديد مسجد الحسين، وزيادة مساحته وفرشه وإضاءته، حتى يتسع لزائريه والمصلين به، وقد بدأت هَذِهِ التجديدات سنة 1959م، وتمت سنة 1963م، وبلغت جملة تكاليفها 83 ألف جنيه.
رابعًا: دليلان آخران:
الدليل الأول: لقد أراد الله أن يقطع حُجة القائلين بعدم وجود الرأس بالقاهرة، وأن يَسِمَهُمْ على الخُرْطُومِ؛ فقد عثر الباحثون بالمتحف البريطاني بلندن من سنوات (أشرنا إليها بمجلة المسلم في حينها) على نسخة خطية محفوظة من «تاريخ آمد» لابن الأورق (المتوفى عام 572هـ)، وهي مكتوبة عام 560هـ؛ أي قبل وفاة المؤرخ باثنتي عشرة سنة، ومسجلة بالمتحف المذكور تحت رقم (5803 شرقيات)، وقد أثبت صاحب هذا التاريخ بالطريق اليقيني أنَّ رأس الحسين قد نقل من عسقلان إلى مصر (عام 549هـ)؛ أي في عهد المؤرخ وتحت سمعه وبصره وبوجوده ومشاركته، ضمن جمهور مصر العظيم في استقبال الرأس الشريف.
ولا نظن أن مخلوقًا يتمتع بذرة من الإنصاف يماري في وجود الرأس الشريف بمصر بعد ذلك، أو يماري في أن ظهور هذه النسخة الخطية من هذا الكتاب في هذا الوقت، إنَّمَا هو كرامة لأهل البيت جميعًا، وللحسين رضى الله عنه بخاصة، ولو علم (ابن تيمية) -وهو خصم الحسين الأخصم- بذلك؛ لتاب إلى الله من قوله: «ولعلها رأس يهودي بمصر»، سامحه الله، وبَصَّرَ السائرين على منهجه، بما هو أهدى وأندى وأجدى.
الدليل الثاني: معروف أنَّ الدولة الفاطمية بمصر كانت محل تناظُر وتنافُس بالغ، ومخاصمة مع الدولة العباسية بالعراق، وكانت كل دولة منها تتسقط للأخرى مواقع الزَّلَلِ، ومواطن الأخطاء للتشهير بها، وإضعاف مركزها، وبخاصة في مثل هذه الموضوعات التي يتأثر بها الجماهير، مهما كان الخلاف بينهم في أبناء علي وأبناء العباس، فكان صمت العباسيين وغيرهم -دولة وشعبًا- على هذا الحديث الخطير أكبر دليل على صحة وجود الرأس بعسقلان، ثمَّ على صحة نقلها من عسقلان إلى مصر. وقد غاب هذا الدليل عن المتحدثين -على كثرتهم- في هذا الجانب، رغم أنه دليل قاطع حاسم.
خامسًا: شهود عدول مع وجود الرأس الشريف بالقاهرة: نقل في أواخر «بحر الأنساب» ما ملخصه -بتصرف- أن العلَّامة الشبراوي (شيخ الأزهر لوقته) ألَّف كتابًا أسماه «الإتحاف» أثبت فيه وجود الرأس بمقره المعروف بالقاهرة يقينًا
احتفالات مولد الحسين بالقاهرة
وقام جمع غفير من أبناء الطريقة الرفاعية بصحبة الشيخ طارق يسّ الرفاعي شيخ عموم السادة الرفاعية، مساء أمس السبت بزيارة للمشهد الحسيني، حيث قراءة جوهرة الأسرار للشيخ أحمد الرفاعي والفواتح احتفالًا بمولد الإمام الحسين عليه السلام.
تابع أحدث الأخبار عبر