رغم الظروف المناخية القاسية نظم سكان بتاسرافت نايت عبدي، قيادة تيزي نسلي، جماعة بوتفردة بإقليم بني ملال، مسيرة احتجاجية نحو مقر ولاية جهة بني ملال خنيفرة، تعبيرًا عن استيائهم من الأوضاع المعيشية الصعبة والمشاكل اليومية التي يعانون منها.
وجاءت المسيرة على خلفية حادث مأساوي أودى بحياة شاب جراء الثلوج الكثيفة التي غطت جبال المنطقة، وهو ما دفع المحتجين إلى المطالبة بمنح شهادة وفاة للشاب المتوفى، في خطوة تعكس غضبهم من تقاعس السلطات المحلية في معالجة قضاياهم.
وقال محتجون في تصريحات لهسبريس إن “الحادث المأساوي ما هو إلا حلقة من سلسلة الإهمال المستمر الذي يعصف بالمنطقة”، مشيرين إلى أن “المنطقة بحاجة ملحة إلى تدخل عاجل لتحسين الأوضاع، خاصة في مجالات البنية التحتية وتعبيد الطرق، إضافة إلى توفير خدمات صحية تضمن حياة المواطنين”.
وشدد المشاركون في المسيرة على “ضرورة تحسين الوضع في عدة مجالات، مثل تعبيد الطرق، وتطوير قطاع الصحة، وتوفير الماء الصالح للشرب والكهرباء، بالإضافة إلى تحسين الخدمات الإدارية والاهتمام بالطفولة”، وأكدوا أن “هذه المطالب أساسية لضمان حياة كريمة والتخفيف من معاناة السكان اليومية”.
وأوضح أوشطي أحساين، أحد المحتجين، أن “تنظيم المسيرة في ظل هذه الظروف المناخية القاسية يدل على إصرار السكان على إيصال صوتهم إلى والي جهة بني ملال خنيفرة، رغم المخاطر والتحديات”، وأضاف أن “هذه المسيرة تعكس معاناة سكان تاسرافت نايت عبدي الذين ضاقوا ذرعًا بالوعود التي لم تجد طريقها إلى التنفيذ”.
من جانبه أشار المحتج زايد الصديق إلى صعوبة الحصول على رخص البناء في المنطقة، موردا أن هذه الأخيرة “معزولة تمامًا عن العالم الخارجي وتحتاج إلى التفاتة حقيقية من السلطات”؛ كما أكد أنه “حتى الآن مازال الأطفال في المنطقة يدرسون على ضوء الشموع”.
وفي تصريح آخر أبرز المتحدث أن “المنطقة تقع بين ثلاث عمالات، هي ورزازات، وأزيلال، وبني ملال، ومع ذلك تعاني من التهميش والإقصاء”، وتابع بأن “سكان المنطقة توجهوا إلى الوالي الجديد لبحث حلول للمشاكل المتراكمة التي استمرت لسنوات”.