في وقتٍ أفادت فيه وسائل الإعلام العبرية بأن مصادر مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نقلت موافقته المبدئية على وقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني، أكد وزير خارجية إسرائيل، جدعون ساعر، أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان يعتمد على التنفيذ الفعلي، الذي ينبغي أن يضمن نزع سلاح حزب الله وإبعاده عن الحدود.
موقف الحكومة الإسرائيلية
وأوضح ساعر في البرلمان الإسرائيلي: "الاختبار الحقيقي لأي اتفاق يكمن في التنفيذ، وليس في الكلمات أو الصياغة. الأولوية تتمثل في منع حزب الله من التقدم جنوباً وراء نهر الليطاني، فضلاً عن ضمان عدم إعادة بناء قوته أو تسليحه في لبنان".
هذا التصريح يأتي في وقت أعلن فيه متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية عن توجه إسرائيل نحو وقف إطلاق النار في الصراع القائم مع حزب الله، رغم وجود قضايا عالقة تتطلب المعالجة.
وشهدت الجهود الدبلوماسية تقدماً الأسبوع الماضي، حيث أعلن المبعوث الأمريكي آموس هوكستين عن تحقيق تقدم كبير في المحادثات التي جرت في بيروت، والتي تلاها اجتماعات في إسرائيل قبل عودته إلى واشنطن.
وفي نفس الوقت، تصاعدت الأعمال القتالية، حيث شنت إسرائيل ضربات جوية عنيفة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 29 شخصاً في وسط بيروت، بينما رد حزب الله بإطلاق أكبر قصف صاروخي ضد إسرائيل، شمل 250 صاروخاً.
تدخل بن غفير
من جهة أخرى، وجه وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، المنتمي لأقصى اليمين، انتقادات شديدة للاتفاق المزمع مع لبنان، مشيراً إلى أن إسرائيل يجب أن تستمر في الحرب حتى تحقيق "النصر النهائي". وقال بن غفير في تصريح له على منصة "إكس" (تويتر سابقاً): "لم يفت الأوان بعد لإيقاف هذا الاتفاق"، مضيفاً أن "الوقت الحالي يمثل فرصة تاريخية للقضاء على حزب الله" ويجب عدم تفويتها.
وتابع بن غفير موجهًا حديثه إلى رئيس الوزراء نتنياهو: "كما حذرت سابقاً في غزة، أحذر الآن من جديد: لم يفت الأوان بعد لوقف هذا الاتفاق. يجب أن نستمر حتى النصر المطلق!".
يُذكر أن الجهود الدبلوماسية تركزت على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بناءً على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أقرته الأمم المتحدة في عام 2006، والذي أنهى حرباً دامت بين حزب الله وإسرائيل وأرسى مبادئ لوقف إطلاق النار، منها حظر وجود أي قوات أو سلاح في منطقة جنوب نهر الليطاني سوى قوات الجيش اللبناني.
