يفقد قطاع توليد الكهرباء في صربيا، خلال المدة المقبلة، محطتين تعملان بالفحم، في خضم تأثيراتهما البيئية الكبيرة، وعدم الالتزام في تشغيلهما بالمعايير الأوروبية لتقليل معدلات الانبعاثات الكربونية الضارة.
وبحسب تطورات القطاع في أوروبا لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تخطط شركة الكهرباء بصربيا (إلكتروبريفريدا Elektroprivreda Srbije) لتعليق محطتَي مورافا وكولوبارا لتوليد الكهرباء بالفحم، وإدراجهما ضمن الاحتياطيات الإستراتيجية للبلاد، بهدف إعادة تشغيلهما في حالة حدوث ظروف استثنائية.
وتستهدف الشركة من هذه الخطوة الحفاظ على الظروف التشغيلية اللازمة لبقاء المحطتين صالحتين للاستعمال، لحين اتخاذ القرار النهائي بشأن الغرض منهما.
وطرحت الشركة، المعروفة اختصارًا بـ(إي بي إس EBS)، مناقصة لوضع تصورات أو خطط حول كيفية تعليق تشغيل المحطتين، وإعداد تقييم شامل لتداعيات هذا الإيقاف.
قدرات المحطتين
تبلغ القدرة الإجمالية لمحطة موارفا لتوليد الكهرباء من الفحم ما يقارب 125 ميغاواط، في حين تصل قدرة محطة كولوبارا إلى 271 ميغاواط، وفقًا لمعلومات نقلها موقع بلقان غرين إنرجي نيوز (Balkan Green Energy News) المتخصص.
واستحوذت محطتا توليد الكهرباء في صربيا موارفا و كولوبارا على ما يقارب 1.7% من إجمالي قدرات توليد الكهرباء للشركة الوطنية، خلال العام الماضي (2023).
وبلغت القدرات الإجمالية للكهرباء بمحطة موارفا أنذاك ما يقارب 356 غيغاواط/ساعة، مقابل 225 غيغاواط/ساعة من محطة كولوبارا،
وأكدت بيانات حديثة أهمية تعليق عمل المحطتين، لعدم تلبيتهما المستهدفات أو المعايير الأوروبية الخاصة بتقليل معدلات الانبعاثات الكربونية الناجمة عن عملية الحرق في الكبيرة.
وأوضحت شركة توليد الكهرباء في صربيا أن الهدف من طرح المناقصة هو تحديد إجراءات تعليق تشغيل المحطتين، تمهيدًا لوقف عملهما.
تحول الطاقة
كشفت شركة توليد الكهرباء في صربيا أن عملية تعليق المحطتين تتطلب ضرورة المحافظة على المرافق المُلحَقة بهما، لحين اتخاذ قرار نهائي بشأن كيفية استعمالهما في المستقبل.
وتتوقع مسودة إستراتيجية تطوير قطاع الطاقة بصربيا إيقاف محطة كولوبارا نهائيًا عن العمل، بحلول عام 2030.
وتتضمن المسودة -التي نشرت أواخر شهر يوليو/تموز 2024- خطط تطوير قطاع الطاقة بالبلاد حتى عام 2040، وتوقعات القدرات الإجمالية للقطاع بحلول عام 2050.
وأعلنت شركة توليد الكهرباء في صربيا، في وقت سابق، استهدافها تحويل آلية عمل محطة مورافا لتوليد الكهرباء لتكون بالغاز الطبيعي بدلًا من الفحم، وتخطط الشركة لتثبيت مرافق طاقة شمسية في محيط المحطتين.
وانتهت مدة الإيقاف المحدودة لتشغيل محطتَي توليد الكهرباء في صربيا أواخر العام الماضي (2023)، وترى شركة إلكتروبريفريدا المملوكة للدولة ضرورة إغلاقهما، لا سيما مع فشلهما في تلبية المعايير الأوروبية للحدّ من الانبعاثات الكربونية.
التخطيط الأمثل
تؤكد الشركة الحكومية ضرورة إيقاف تشغيل محطتي توليد الكهرباء في صربيا من أجل تقليل حجم التأثيرات السلبية لهما في البيئة، والأعمال التجارية المحلية، والمستهلكين.
وطُبِّقت آلية إيقاف التشغيل على 5 محطات لتوليد الكهرباء بالفحم في منطقة غرب البلقان، وهي: كولوبارا ومورافا في صربيا، وبلييفليا في مونتينيغرو، وكاكانج وتوزلا في البوسنة والهرسك.
ولجأت البلدان الأوروبية الثلاثة لهذه الخطوة، بدلًا من الامتثال لمعايير الانبعاثات الكربونية المحددة من قبل الاتحاد الأوروبي.
واتخذت أمانة مجتمع الطاقة الأوروبية خلال العام الماضي إجراءات لتسوية المنازعات مع صربيا لعدم إغلاقها محطة مورافا، واستمرارها قيد التشغيل.
كما اتخذت الأمانة الإجراءات ذاتها مع دولتي: مونتينغرو "الجبل الأسود"، والبوسنة والهرسك.
وتعدّ أمانة مجتمع الطاقة منظمة دولية تجمع ممثلين لدول الاتحاد الأوروبي بجانب 9 بلدان مجاورة مرشحة للانضمام للاتحاد، وتستهدف إنشاء سوق طاقة إقليمية متكاملة، وفقًا للبيانات المنشورة في موقع المنظمة.
وتخطط الأمانة لتوسعة قواعد سوق الكهرباء الخاصة بالاتحاد الأوروبي، لتشمل دول جنوب غرب أوروبا، بجانب الدول المطلة على البحر الأسود، وفقًا لمتابعات منصة الطاقة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..