حصن دير العذراء المحرق بأسيوط.. على بُعد يزيد عن 327 كيلومترًا من القاهرة، في قلب محافظة أسيوط، يقع دير السيدة العذراء المحرق، الذي يُعتبر واحدًا من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في مصر. يتواجد هذا الدير على جبل قسقام في القوصية، حيث لجأت العائلة المقدسة لمدة ستة أشهر، مما جعله نقطة محورية في التاريخ المسيحي المصري. يُمثل هذا الدير مكانًا مباركًا يروي قصصًا من العصور القديمة، ويحتوي على آثار تعكس مراحل تاريخية عميقة.
**الساعة الشمسية في حصن دير العذراء المحرق الاثرى**
تُعتبر الساعة الشمسية واحدة من المعالم البارزة في دير السيدة العذراء المحرق، حيث تزين جدار حصن دير العذراء المحرق الأثري. كانت هذه الساعة القديمة تُستخدم لتحديد الوقت بطريقة بدائية، حيث يتم تثبيت مسمار في موضع معين بزاوية مخصصة. وعند شروق الشمس، يُظهر الظل الناتج عن المسمار مرور الوقت، حتى وإن كان ذلك بشكل تقريبي، كما أوضحت الصفحة الرسمية لدير المحرق على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
تُعد الساعة الشمسية، المعروفة أيضًا بالمزولة، أقدم أنواع أجهزة قياس الوقت في التاريخ. وتعتمد على مبدأ تتبع موضع الظل للأجسام المعرضة لأشعة الشمس خلال النهار. مع حركة الشمس، يتحرك ظل الأجسام، مما يدل على الوقت وتقدمه. وما يُعرف اليوم بعقارب الساعة كان في السابق عبارة عن عصا يُقاس الوقت من خلال طول ظلها مع مرور الوقت.
قصة حصن دير العذراء المحرق الذي لم يُستخدم للحماية على مدى 12 قرنًا
يعود تاريخ حصن دير المحرق إلى نهاية القرن السادس وبداية القرن السابع الميلادي، ويعتبر من أصغر الحصون التي استخدمها المسيحيون في تلك الفترة. تم تصميمه ليكون مسكنًا للرهبان ومكانًا للصلاة، ويحتوي أيضًا على بئر شربت منه العائلة المقدسة. على عكس بقية الحصون في الأديرة، لم يُستخدم حصن دير المحرق لأغراض الحماية، حيث وعد السيد المسيح السيدة العذراء بعدم تعرض هذا الدير لأي هجوم. وقد تحقق هذا الوعد على مدى 12 قرنًا، إذ لم يتعرض الدير لأي اعتداء ولم يُستخدم الحصن في الدفاع عن النفس.
توجد فوق حصن دير العذراء المحرق كنيسة مكرسة لاسم رئيس الملائكة الجليل ميخائيل، والتي لا تزال تحافظ على مكانتها كمعلم ديني بارز. تستقطب هذه الكنيسة الزوار من داخل مصر وخارجها للاستمتاع بتاريخها الروحي العميق.
أما بالنسبة لتسمية الدير بالمحرق، فإن ذلك يعود إلى قربه من منطقة كانت تُستخدم لتجميع الحشائش والنباتات الضارة وحرقها، لذا أُطلق عليها اسم المنطقة المحترقة أو المحروقة. ومع مرور الزمن، استقر لقب الدير ليصبح المحرق، كما أوضحت الصفحة الرسمية.